إما أن يسيل الدم أو يسجن الضبع!!!
د.عبدالله القضاة
07-12-2013 02:53 AM
المتتبع لسياسات حكوماتنا في تجويع مواطنها وجره الى "الهاوية " وهو "يسحج" ويهتف بحياتها ؛ يدرك تماما أن شعبنا الأردني " مضبوعا " بالكامل ؛ وأن هذا الشعب يلحق بالحكومات من غير أن يعي أنه يلهث طواعية نحو هلاكه !.
ولمن لا يعرف معنى " المضبوع " فهوا لشخص الذي يقع ضحية للضبع " ، فالضبع لا يهاجم فريسته مباشرة بل يقوم بالتبول على ذنبه ثم يرشقه عليها فيفقد الرجل عقله ويلحق بالضبع معتقداً أنه أباه ، ويصرخ " يابا يابا " حتى يصل الى " موكرته "، في هذه الأثناء يبقى المضبوع متبعاً أثر الضبع لا يحيد عنه، وكلما اصابه التعب والإرهاق يتوقف الضبع وينظر اليه ، حتى لا يفقد أثره ، وكلما اقترب المضبوع من " موكرة الضبع " كلما ازدادت سعادة الضبع ، لأن هناك وليمة كبيرة وشهية سوف يلتهما بعد قليل ، وكذلك تزداد فرحة المضبوع لأنه سيصل الى ابيه بعد قليل.
الشعب الأردني ؛ ابتلي بحكومات " بالت " عليه فتبعها ؛ فبعد هبة نيسان مثلا ؛ سعد الأردنيين بتغيير حكومتهم التي ثاروا عليها ؛ وماهي إلا سنوات ليعود رئيسها المستقيل ليعتلي سدة السلطة التشريعية ؛ فازدادت فرحة الأرادنه وخرجوا افواجا لتقديم التهاني والولاء لمن كانوا بالأمس يهتفون بإسقاطه !!!.
تجلس في دواوينهم وصالوناتهم ؛ الجميع يهتف بإسقاط سمير وباسم ومن سار على دربهم ؛ وفي صبيحة اليوم التالي يتراكضون للسلام على المذكورين امام مسجد الحسين عقب كل صلاة جمعة !!!.
خرج الأردنيون في حراك يهتفون بالإصلاح ومكافحة الفساد ؛ فرأوا تزوير إرادتهم بأعينهم عبر مجالس نيابية شهدت السلطة بتزويرها ؛ فاصطفوا يقدموا التهاني لمن أوتي به نائبا او وزيرا ؛ لا بل ؛ ذهبوا يتزاحمون على ابواب من وصفوهم بالفاسدين يستجدون منهم وظيفة عامل وطن !!!.
الآن نسمع ونرى شعبنا يلهث وراء حكوماته ؛ وكما تقول حكايات المضبوعين : أنك إذا سمعت شخصاً يصرخ في الليل ويقول :" يابا يابا " فاعلم أنه مضبوع ، وهنا يجب ان تساعده ، فتنادي أنت أيضاً بأعلى صوتك : " يا ناس في مضبوع " ، وإذا لم يكن شعبنا كذلك ؛ فكيف يؤيد أو يسكت على مشاريع التحول الاقتصادي والاجتماعي وخصخصة وبيع مؤسسات الشعب الأردني وتدمير مؤسساته بمشروع الهيكلة ؛ إضافة الى مشروع دمج البلديات وارتفاع الاسعار والنووي ونهب مقدرات الدولة والعبث بصندوق ضمانه ؛ " تحويشة عمره " ؟!؛ ألا يعتبر شعبنا مضبوعا ؟! ، وهل يلحق أهل البلد بهذا المضبوع ويحاولوا منعه من اللحاق بالضبع ، وإقناعه ، ولكن ؛ للأسف ؛ المضبوع يحاول أن يتفلت منهم بكل قوته ، وهي قوة تتضاعف كثيراً عن قوته في الأوقات العادية ؛ والضبع يتجه بخطوات واثقة صوب " موكرته "!!!.
والتساؤل : ألا يوجد علاجا للمضبوع للتحرر من تبعية الضبع ؟!، وهنا نعود للحكاية الشعبية التي تقول : إن نجاة المضبوع تكون فقط بأن يسيل دمه أو يسجن ضابعه ؛ وفي غير ذلك فسيدخل "موكرة " الضبع طواعية وبالتأكيد لن يخرج منها!!!.