مواطنو جنوب إفريقيا يفيقون على حياة بلا مانديلا
06-12-2013 03:43 PM
عمون - أفاق مواطنو جنوب أفريقيا، اليوم الجمعة، على مستقبل بلا نيلسون مانديلا، بطل مقاومة سياسات العزل العنصري، وعبر البعض عن خوفهم من أن تصبح بلادهم بعد وفاته عرضة للتوترات العرقية والاجتماعية التي بذل المستحيل لتهدئتها.
ومع بزوغ الفجر، توجه المواطنون إلى أعمالهم وقد تملكتهم الصدمة لوفاة رجل، أصبح رمزا عالميا للمصالحة والتعايش السلمي.
وسمع المواطنون رئيس جنوب أفريقيا، جاكوب زوما، وهو يبلغهم الليلة الماضية، أن الرئيس السابق للبلاد، الحائز على جائزة نوبل للسلام، توفي بمنزله في جوهانسبرج، وسط أفراد أسرته بعد صراع طويل مع المرض.
وقال في كلمة، نقلها التلفزيون، إن جثمان مانديلا، الذي كان أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا سيشيع في جنازة رسمية.
وأضاف، "أهلي في جنوب إفريقيا.. رحل حبيبنا نيلسون مانديلا الرئيس المؤسس لبلدنا الديمقراطي، فاضت روحه إلى بارئها بسلام في منزله".
ورغم تطمينات الزعماء والشخصيات العامة، بأن وفاة مانديلا مع ما يصاحبها من أسى، لن توقف تقدم جنوب إفريقيا وابتعادها عن تاريخها العنصري المرير، عبر البعض عن شعوره بعدم الارتياح لغياب رجل اشتهر بأنه صانع للسلام.
وقالت شارون كويبكا "28 عاما"، التي تعمل سكرتيرة وهي في طريقها إلى العمل في جوهانسبرج، "الأمور لن تسير بشكل جيد، اعتقد أن البلاد ستصبح أكثر عنصرية، الناس سينقلبون على بعض ويطاردون الأجانب، مانديلا الوحيد الذي كان قادرا على تجميع الكل".
وانهالت على جنوب أفريقيا، اليوم، برقيات التعازي في وفاة مانديلا الذي كان طريح فراش المرض طوال عام، بسبب مشاكل في الرئة، ترجع إلى 27 عاما قضاها في سجون الحكومة العنصرية البيضاء، كان أشهرها سجن جزيرة روبن.
وأشاد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، برئيس جنوب إفريقيا السابق، ووصفه بأنه زعيم ترك لبلده ميراثا من الحرية والسلام مع العالم.
وفي كلمة ألقاها في البيت الأبيض، بعد قليل من إعلان وفاة مانديلا عن 95 عاما، قال أوباما، "إنه حقق أكثر مما يمكن توقعه من أي رجل".
وأضاف قائلا، "ذهب هو اليوم إلى مثواه الأخير وخسرنا نحن أحد أكثر البشر تأثيرا وشجاعة ونقاء".
ولطالما وصف أوباما، "أول رئيس أسود للولايات المتحدة"، مانديلا بأنه مصدر إلهام شخصي له.
وقال أوباما، "أنا واحد من ملايين لا حصر لهم استمدوا الإلهام من حياة نلسون مانديلا.. وككثيرين في أنحاء العالم لا يمكنني مطلقا تصور حياتي الخاصة بدون النموذج الذي قدمه نيلسون مانديلا، وسأبذل كل ما في وسعي كي أتعلم منه ما حييت".
وأضافت المذيعة التلفزيونية الأمريكية الشهيرة، أوبرا وينفري، صوتها إلى أصوات المعزين قائلة، "لطالما كان مانديلا بطلي".
وقال فريدريك دي كليرك، آخر رئيس أبيض لجنوب إفريقيا، أمس الخميس، إن أكبر إنجازات مانديلا، هو توحيد جنوب إفريقيا والسعي إلى المصالحة بين السود والبيض في عهد ما بعد سياسات الفصل العنصري.
فقدان أب
لكن بالنسبة لمواطني جنوب أفريقيا، يجيء موت زعيمهم المحبوب في وقت تشهد فيه البلاد "التي نعمت بالإشادة العالمية لإنهائها الفصل العنصري"، اضطرابات عمالية دامية واحتجاجات متصاعدة على ضعف الخدمات والفقر والجريمة والبطالة وفضائح الفساد التي تلاحق حكم زوما.
لكن كثيرين يرون جنوب إفريقيا الآن "وهي أكبر اقتصاد في أفريقيا لكنها واحدة من أكثر دول العالم افتقارا للمساواة"، مازالت بعيدة عن نموذج الدولة، "ذات أطياف قوس قزح"، التي تنعم بالسلام الاجتماعي وتتشارك في الرخاء كما أعلن مانديلا لدى خروجه مظفرا من السجن عام 1990.
وقال جوزيف نكوسي "36 عاما"، وهو حارس أمن في جوهانسبرج، "أشعر كمن فقد أباه، فقدت من كان يرعاني، أي مواطن أسود بلا معارف يجد نفسه في وضع ضعيف".
وأضاف مشيرا إلى مانديلا باسمه القبلي، "الآن بدون ماديبا أشعر أنني ليس لدي فرصة، الغني سيزداد غنى وينسانا، الفقراء لا يعنون شيئا بالنسبة لهم، انظر إلى زعمائنا السياسيين، ليس من بينهم من هو مثل مانديلا". وكالات