في كتابه "المستقبل الأقصى"، يلاحظ جيمس كانتون أن 80 % من المستهلكين الذين اشتروا سيارات، يستخدمون طاقة متجددة. وأن 60 % من القوى العاملة ستكون من "الروبوت"، و90 % من المنازل ستكون مزودة بالروبوت، و25 % من الأميركيين سوف تتجاوز أعمارهم المائة عام، و75 %من الأميركيين أيضا يستخدمون عقاقير لتعزيز الكفاءة. كذلك، ستكون جراحة التجميل في المرتبة الثانية بعد الغذاء في إنفاق الأسرة.
وبالطبع، فإن الطاقة هي مفتاح المستقبل. فهي المحرك الرئيس للخدمات الحيوية؛ الصحة والغذاء والنقل والتجارة... ويعتمد التطور على إمكانية توفير الطاقة البديلة المتجددة؛ الهيدروجين، والشمس، والرياح وسواها.
الطاقة البديلة ليست جاهزة بعد، برغم أنها واعدة. وتُنتج الدنمارك حاليا 20 % من طاقتها من الرياح، ويُتوقع أن تكون النسبة 50 % بحلول العام 2025. كما يُتوقع أن تغطي بريطانيا 15 % من احتياجاتها من الطاقة اعتمادا على الرياح أيضاً.
المدخل الثاني في صياغة المستقبل هو الإبداع والابتكار. وهو مزيج من الموارد والحرية والعدالة والتكنولوجيا والتجارة. وأدواته هي تكنولوجيا المعلومات، والشبكات، والتكنولوجيا الحيوية، و"النانو". ويقتضي ذلك بالضرورة إعادة تخطيط التعليم لأجل إعداد الأمم والمنظمات والأفراد. وهو ما سوف يؤدي إلى خفض الفقر في العالم، والإصلاح، ومزيد من العولمة والانفتاح العالمي.
ومن التحولات المتوقعة (في العام 2025)، ممارسة التجارة عبر الإنترنت لحوالي نصف العالم. ويتوقع أنه في العام 2040 سيكون العالم حرا، ويقضى على الفقر، ويتاح التعليم مجانا عبر الشبكات الإلكترونية، ويزيد التفاهم العالمي ويقل التوتر والنزاع، وتزيد معدلات العمر والثروة، وتكون الاتصالات والإنترنت متاحة لجميع الشعوب.
سوف يعتمد ثلثا الناتج المحلي للولايات المتحدة على صناعات الابتكار. وتقود تكنولوجيا المعلومات أكثر من ثلثي إنتاجية العمل، ويرتبط 3 مليارات بالإنترنت. وستولد صناعة "النانو" اقتصادا بقيمة تريليون دولار، وتشغل مليون عامل. وستزدهر المجتمعات الديمقراطية، وتكون الإنتاجية الاقتصادية قوية، وتتغلغل التكنولوجيا المتطورة؛ أجهزة الحاسوب والاتصالات السلكية واللاسلكية والإنترنت. وسوف يقود الابتكار اقتصادا عالميا جديدا يرسخ الحريات والرخاء، ويتيح التعليم وتحسين الصحة لجميع الناس. وسوف يركز الاستثمار على الاعتماد على النفس والتقدم الاجتماعي.
تركز صناعات اقتصاد الابتكار على الصحة والدواء؛ زيادة معدلات العمر، وتحسن الدواء والجراحة، والطاقة بتطوير وقود متجدد ونظيف ووفير وسعره في متناول الناس. وكذلك على التصنيع؛ بتطوير آليات جديدة لزيادة الإنتاج، وسرعة الوصول وتقليل التكاليف. والاتصالات؛ بإنشاء طرق جديدة لربط المعلومات والناس، والتبادل الآمن في الأعمال المالية والاتصال. والنقل؛ عبر زيادة قدرة الأفراد على الانتقال والتحرك والشحن. والأمن؛ من خلال أجهزة جديدة للحماية والحفاظ على الحياة. والترفيه؛ بنظم توصيل جديدة لمشاركة الأفكار والثقافة وحتى اللهو بشكل أكثر تطورا. والتعليم والتعلم؛ من خلال مصادر معرفة مباشرة ونقالة وقابلة للتحويل، وطبقا للطلب بمقياس مكافئ لمكتبة الكونغرس. وهندسة المعرفة؛ ممثلة بخدمات معلومات تستطيع أن تتخذ شكل ألعاب وتمويل وبرمجيات وبرامج ونظم لتوفير قيمة للمستهلكين ومجال الأعمال، من أجل خدمة عملاء، وترفيه وتسويق وتخطيط وإدارة أفضل، ومواد ذكية، تستخدم في تصنيعها تكنولوجيا "النانو" والتكنولوجيا الحيوية والعصبية، بحيث تكون أكثر ذكاء وأمنا، وأرخص، فتكون جزءا من كل منتج حسب الطلب لأي صناعة. الغد