عمون - أحيت موجة من أعمال القتل التي تشبه عمليات الاعدام في العراق ذكريات الهجمات التي وقعت في ذروة الصراع الطائفي في البلاد واثارت مخاوف من عودة هذا العنف على نطاق واسع.

وفي الايام السبعة الماضية عثرت الشرطة على جثث 41 رجلا على الاقل قتلوا باطلاق الرصاص على الرأس أو بقطع الرأس في بغداد وشمال العراق.

ويقول مسؤولو أمن عراقيون ان عمليات القتل هذه ترتبط بمحاولات اذكاء الاضطرابات والاقتتال داخل الطائفتين الرئيسيتين -السنة والشيعة- أكثر من كونه صراعا مباشرا بينهما.

ويعتقد المسؤولون ان أعمال القتل ليست بينها علاقة مباشرة. لكنهم يحذرون من ان مثل هذه الفوضى يمكن ان تشعل أعمال عنف طائفية أوسع نطاقا خاصة عندما تقترن بحملة تفجيرات تقودها القاعدة من المتوقع ان تتفاقم قبل الانتخابات البرلمانية المزمعة في ابريل نيسان العام القادم.

وقال حكيم الزاملي وهو نائب شيعي كبير وعضو في لجنة الامن والدفاع بالبرلمان ان ظاهرة الجثث المجهولة لشبان قطعت رؤوسهم أو أعدموا زادت بدرجة كبيرة.

ويستخدم العراقيون تعبير "الجثث مجهولة الهوية" لان المهاجمين يزيلون أي آثار تكشف عن الهوية من الجثث مثل الاوراق الشخصية أو في بعض الاحيان رؤوس الضحايا.

وقال الزاملي ان مثل هذه الهجمات تحدث على نطاق أضيق في الشهرين الماضيين.

وأضاف وهو يعدد أسماء مناطق في شمال وغرب العراق ان لديهم معلومات بأن كثيرين أعدموا وجثثهم موجودة في مشارح المستشفيات في صلاح الدين والموصل والانبار.

ويقول مسؤولو أمن ان مسلحين سنة لهم صلة بالقاعدة ربما كانوا وراء معظم أعمال القتل في الاونة الاخيرة لكنهم يشتبهون أيضا في ان ميليشيا شيعية ربما تورطت في بعضها.

وقال الزاملي ان موجة اعمال القتل تستهدف جر البلاد الى حرب أهلية وتوقع ازدياد هذه الموجة من القتل والخطف والانتهاكات الامنية مع زيادة التصريحات المثيرة للانقسام من جانب السياسيين الذين يقومون بحملاتهم الانتخابية.

وأضاف انهم يشعرون بالقلق نتيجة لذلك ويخشون ان تخرج ردود الفعل عن السيطرة.

وكانت أعمال القتل من العلامات البارزة للعنف الطائفي الذي بلغ ذروته في 2006 و2007 . واعتاد العراقيون العثور على عشرات الجثث صباح كل يوم ملقاة في الميادين العامة وأكوام النفايات وخاصة في العاصمة.

وهذا العام كان من الاعوام الاكثر عنفا في العراق منذ تلك الموجة التي قتل فيها عشرات الالاف. وقالت الامم المتحدة يوم الاحد ان أكثر من 8000 عراقي قتلوا منذ بداية 2013 . رويترز