هنا في عمان التقينا قبل ايام، هتفت يا عاشق الارض تحيا مصر، وقلت لنا لا تخافوا على شعب مصر، وانشدنا معا "بين مسانا وبين صباحنا نصحى والناس نعسانين موعدين بالجرح احنا والدواء للنايمين".

في الاخبار اذاعوا نبأ وفاتك هناك في مصر، بعد ان كنت مشاركا هنا في عمان بمهرجان تضامني مع فلسطين، لتشاء الاقدار ان يفارق الشاعر احمد فؤاد نجم الحياة بعد ان يكون اخر القاء شعري له في مناسبة عن فلسطين، بل انها ليست صدفة ان يكون اخر لقاء جماهيري لنجم عن فلسطين وثورتها.

احمد فؤاد نجم تفتحنا على اشعارك، وتعلمنا ان الاحرف مع فلسطين من كلماتك التي نطقت عشقا لفلسطين وثورتها.

هناك في المخيم لاشعارك التي غناها "الشيخ امام" حضور خاص لان فيها انحيازاً لفلسطين وشعبها، فكنت عاشقا لفلسطين كما كنت عاشقا لمصر وعروبتها، فكما كتبت اشعار "مصر يمة يا بهية" و" وصباح الخير ع الورد المفتح في جناين مصر" كتبت عن فلسطين "في ذكرى الميلاد العشرين لفتاة من ارض فلسطين" كما كتب يا فلسطينية والبندقاني رماكم وكتبت عن تل الزعتر، وكتبت اشعارا جميلة عن حب الوطن غناها الشيخ امام.

هناك في رام الله كما في القاهرة ودمشق ما زالت اشعار احمد فؤاد نجم تزرع الامل للحب وعشق الحرية..

كما تنشد الفتيات والعمال اشعار النجم "اصحى يا عامل مصر يا مجدع"، ينشد الابطال الفلسطينيون في سجون المحتل الغاصب الصهيوني اغنيات الشيخ امام عن السجن "اتجمعوا العشاق في سجن القلعة والشمس من وراء الزنازين طالعة"، فيا شاعر مصر الشعبي انت رفيق الاسرى في سجون الصهاينة لكي يتغلبوا على طول الليالي بالاغنيات عن الارض والصمود والامل في الحرية.

واخيرا اقول لشاعرنا الذي كان دمه مصريا وقلبه فلسطينيا عروبيا.. وداعا يا عاشق فلسطين..