مؤتمر الاوقاف الاسلامية والمسيحية في القدس
د. جورج طريف
03-12-2013 02:43 PM
شهدت العاصمة الاردنية في الاسبوع الاخير من شهر تشرين الثاني الماضي (25و26-11-2013م) انعقاد مؤتمرالأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف برعاية ومشاركة صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي ، وشارك في المؤتمر علماء من العالمين العربي والاسلامي خصوصا من فلسطين ولبنان وتركيا بالاضافة الى الاردن في مجالات الاوقاف الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة .
وخرج المؤتمر بعد يومين من الحورات والنقاشات التي شارك فيها سمو الامير الحسن بتوصيات في غاية الاهمية من بينها تعزيز الولاية الهاشمية الأردنية على المقدسات ورعايتها في القدس، ودعم الإدارة الأردنية لهذه المقدسات عربياً وإسلامياً ودولياً، وإنشاء لجنة تنسيق لحل القضايا والخلافات في مجال الأوقاف بالتعاون مع الجهات المشرفة عليها.
ومن بين أهم ما ورد في مقترحات التوصيات للمشاركين العمل على إنشاء صندوق عربي إسلامي لدعم العقارات العربية المقدسية والمحافظة عليها ضماناً لكرامة الإنسان العربي الفلسطيني ، ودعم صمود أهل القدس وثباتهم في مساكنهم وأوضاعهم المعيشية، ومتابعة قرارات مؤتمرات القمة العربية فيما يتعلق بالقدس وتأكيد الوحدة القومية بين الفلسطينيين وإخوانهم في العالم العربي، وبذل أقصى الجهود للوقوف صفاً واحداً في مواجهة الاحتلال والممارسات الصهيونية لتهويد المدينة المقدسة، وهدم العقارات وإلغاء هويتها العربية الإسلامية والمسيحية، والتصدي للاعتداءات الإسرائيلية المتتالية على المسجد الأقصى ومحاولات سلطات الاحتلال تقسيم ساحاته زمانياً ومكانياً، وكذلك الدفاع عن المقدسيين الذين يتم الاستيلاء على أملاكهم وتهجيرهم، والتوحيد ما أمكن للجهات المستقبلِة لدعم القدس، والتفكير بإنشاء هيئة مستقلة لتلقي الدعم، وإجراء المزيد من البحوث حول تهجير المسيحيين من أهالي القدس.
المشاركون من العالم العربي والإسلامي عبرواعن مساندتهم لبرنامج “القدس في الضمير”، الذي بادر به سموّه قبل أكثر من ربع قرن مع الشيخ محمد شمس الدين، لإبقاء القدس حيّة في القلب والوجدان، واهتمام سموه الموصول بقضية القدس ودعم مواطنيها العرب الفلسطينيين، والحفاظ على حقوقهم في أرضهم وممتلكاتهم عليها، من خلال مبادرات متعددة أسسها سموه، ومنها مشروع القدس التوثيقي في إطار الجمعية العلمية الملكية، بالتعاون مع جامعة هارفارد الأمريكية لتوثيق العقارات العربية في المدينة المقدسة، وكذلك سلسلة الأنشطة من ندوات ومؤتمرات ولقاءات ينهض بها منتدى الفكر العربي تحت عنوان القدس في الضمير، والذي يشكل هذا المؤتمر إحدى أبرز حلقاتها .
ومن المقترحات المهمة التي اوصى بها المشاركون ، تأسيس قاعدة بيانات لتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في القدس وغيرها من المناطق الفلسطينية، وتصحيح المعلومات حول القدس على الإنترنت، وخاصة الواردة في موسوعة ويكيبيديا المقرؤة على نطاق واسع في العالم، وأيضاً مواصلة جهود التوثيق الجغرافي والمكاني للأوقاف في القدس وتوفير الإمكانات والدعم لها في المراكز العربية والإسلامية المتخصصة، وإنجاز أرشفة حاسوبية لكل الأراضي والعقارات الخيرية والذرية والمعلومات المتعلقة بها من واقع الحجج الوقفية، وحث الباحثين في الجامعات العربية والإسلامية على الاهتمام بدراسة الوثائق الوقفية الخاصة بالقدس وفلسطين، ولا سيما في الأرشيف العثماني، والتعاون مع المؤسسات العلمية التركية لإيفاد طلبة الدراسات العليا إلى تركيا لدراسة هذه الوثائق ونشرها وترجمتها، وإصدار مجلة علمية تعنى بالأوقاف والوثائق المقدسية التاريخية، والمطالبة بإدخال موضوع أوقاف القدس في المناهج والكتب المدرسية في العالم العربي والإسلامي، وتشكيل لجنة متابعة دائمة لرصد كل ما يتعلق بالأوقاف الإسلامية والمسيحية المفدسية وتوثيقها.
المؤتمر خطوة نحو مهمة لمواصلة السعي لتعريف العالم باهمية قضية القدس والعمل على توحيد الصفوف وسلامة الوحدة الوطنية الفلسطينية، و إعادة بناء الإنسان المقدسي المؤمن بهويته العربية الفلسطينية، والمتمسك بقيمه الإنسانية والعروبية وحضارته، ومتابعة الدفاع عن قضية القدس التي تمل جوهر قضيتنا العادلة .