مما يستوقفني في المشهد السياسي الأردني أن بدائل السلطة لا يختلفون ليس ثمة من هو افضل من الآخر...السابقون والحاليون ولا من هم مرشحون، يحكى عن إصلاح تدريجي مرهون بحسابات "الوقت " بالتريث و الهدوء، يسير في جسد الدولة.
المواطن الاردني، قتلت مشاعره على مراحل حتى وصل الى البلادة، لم يعد يلتفت الى أي شأن عام، تغيرت مقاييس الحزن والكآبة والبؤس الاردني، صار الفقر والتهميش والعوز إحساساً جماعياً عادياً بلا أوصاف.
الالفة غريبة مع البؤس والتهميش، حتى إن كانت هذه الحالة وقوداً تاريخياً للثورات، ولكن يخشى ان يتحول بؤسنا وتهميشنا الى حال عبيد أفريقيا، تشبث بالحياة رغم الظلم والقهر والقمع والفقر، استكانة وضعف دون الم أو بكاء.
مطالعة ومتابعة أحوال الاردنيين النفسية والمعيشية الاجتماعية تدمي القلب وتقطع الظهر، ما كان ذلك مهما لولا أن البلاد يزداد بها الغني غناء والفقير فقرا، نظرة واحدة الى طوابير الاردنيين في وزارة التنمية الاجتماعية وصندوق المعونة الوطنية وأمام محال " البالات " تغني عن الشرح.
سياسة الحكومة وضعت الجميع في وضع حرج وقلق وحالة ضياع، ضاق الاردنيون أعتى أنواع الفقر والتهميش والعوز، مناخ من التذبذب والتردد، أخرج الاردنيون من سياق التعايش الاجتماعي السلمي والامن، انها دروب الفوضى وامراضها القاتلة... يبدو أننا تحولنا الى مجموعات تائهة برسم من يخطفها ويتآمر على حياتها وأحلامها.