عمون – أبو ظبي - شارك الأردنيون في الإمارات هذه الأيام فرحة أشقائهم بالعيد الوطني الـ 42 للدولة، وقد انخرط الأردنيون في المجتمع الاماراتي حتى غدوا جزءً لا يتجزأ منه ويحظو بالإحترام والإهتمام.

أسس الزعيمان الراحلان الملك حسين بن طلال والشيخ زايد بن نهيان للعلاقة المتينة بين الشعبين، وهنالك من المواقف بينهما تركت الشيء الكبير في نفوس الشعبين، وبقيت العلاقة في تطور مستمر على مر العقود.

يستذكر الاردنيون موقف الشيخ زايد عند وفاة الراحل الحسين ولا ينسوه ابدا، حينما اعلن دعمه المالي
الكامل للملكة من اجل الاستقرار المالي.

اليوم تُعد العلاقة بين الأردن نموذجاً يحتذى في العلاقات بين الدول العربية، وأخذت هذه العلاقة تتطور مع إهتمام الملك عبد الله الثاني والشيخ خليفة بن زايد وازدادت الأواصر المشتركة بين البلدين وتعاظمت.

اندفعت الاستثمارات الاماراتية الى الاردن في العهد الأخير واوصى رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد وولي عهده الشيخ محمد بن زايد المستثمرين خيراً بالاردن، وكانا يحثان دوما على منح الاردن المساعدة الاقتصادية اللازمة للنهوض به.

كما أن الشيخ محمد بن راشد حاكم دبي نائب رئيس الدولة الاماراتية يتمتع بمحبة خاصة عند الاردنيين ، ولا يمكن أن تغيب عن الذاكرة حينما خصص بالأمس القريب طائرته لحمل نشامى المنتخب الوطني الى الاورغواي.

يعيش عشرات الالاف من الاردنيين في الإمارات كأنهم في وطنهم –هكذا يقولون – كلما رأيت أحدهم وواجهته ، وانخرط الاردنيون في الانتاج بعيداً عن مثبطات أي عمل ويقدمون خلاصة كفاءاتهم وعصارة فكرهم الى الدولة التي يعيشون فيها ولا ينسون ايضا النظر الى بلادهم .

هنالك الكثير من المستثمرين ورجال الأعمال في الامارات يستعينون بالعمالة الاردنية المرحب بها في هذه الدولة، وهذا من شأنه تخفيف البطالة بالأردن وخلق فرصة جديدة للعاطلين عن العمل.

الأسواق الاماراتية مفتوحة للأردنيين ولرجال الأعمال مواقع متقدمة في كافة أنحاء البلاد، بل أنهم يحتلون مراكز متقدمة في مختلف الاستثمارات أهمها العقار اذ يأتي ثانياً من ناحية العمل في هذا القطاع بالامارات.

يقول الخبير المالي زياد الدباس في تحليل اخباري سابق أن " الجالية الاردنية في دولة الامارات من الجاليات المتميزه مقارنه بالجاليات الاخرى وخاصة على المستوى الاقتصادي والمالي والاستثماري وحيث يقدر عدد رجال الاعمال ومدراء الشركات والمحللين الماليين والمحللين الاقتصاديين والوسطاء الماليين والباحثين في الشؤون المالية والاقتصادية والعاملين في القطاع المصرفي والمالي والاستثماري والمتخصصين في المجالات الإعلامية المالية والاستثمارية والاقتصاديه اضافة الى المضاربين والمستثمرين في سوق دبي المالي وسوق ابوظبي للاوراق الماليه بالآلاف".

أبواب فرص العمل مفتوحة امام الاردنيين في الامارات، ويمكن ملاحظة استقطاب الاردنيين من مثال واحد على الاقل فبلدية دبي يوجد فيها نحو 600 مهندس وفق تقديرات اردنيين خبراء في الامارة الخليجية، في حين ان عددا لا يستهان به من العاملين في المدينة الإعلامية بدبي هم من الاردنيين.

الاردنيون في الامارات اوفياء لوطنهم وهم يساهمون بطرق مختلفة لرفد الاقتصاد الاردني، ويستذكرون دوما المعاملة التفضيلية من اشقائهم الاماراتيين ويؤكدون على انهم عون للاردن في توطيد العلاقة وفتح كافة آفاق التعاون.

ويستعيد الرئيس السابق للنادي الاجتماعي الاردني في دبي سالم احمد القيسي الذاكرة ليشير الى كثير من القصص التي تؤكد عمق العلاقة الحقيقية بين الاردن والامارات فعلا وقولا، ويشدد على الحب الذي يكنه الامارتيون للاردن.

القيسي (أبو طارق) الذي يقيم في الامارات منذ 40 عاما يتطرق الى نجاحات الاردنيين المختلفة ويلفت الى اهمية أن ننقل الصورة الحضارية المشرقة عن وطننا، وان نكون سندا وعونا له في كل الاوقات ، وبالتوزاي مع هذا الخط لا بد من تسليط الضوء على عمق وقوة العلاقات الاردنية – الامارتية والتطرق الى الانجازات التي تحققت بفضل حكمة القيادتين وتآلف الشعبين الشقيقين.

ويقول الاردني سامر الحمدان أن الاستثمار بالعلاقات مع دولة شقيقية مثل الامارات هو انجاز لا بد ان يبنى عليه ويستمر حيث يعم الخير على الجميع .