يشكو العرب وبالذات عرب الشرق من تدخل ايران في الشؤون الداخلية لدولهم، وهي شكوى اخذت في التبلور تدريجياً منذ بدايات الثورة الايرانية وتسلم الامام الخميني رحمه الله زمام السلطة في ايران!، وباستثناء زيارات مجاملة ثنائية محدودة، لم يدخل العرب في حوار صريح ومباشر مع ايران حتى الآن، وعلى نحو تطرح فيه الامور ومواطن الشكوى بوضوح تام على مائدة حواد جاد وعلني يكشف كل طرف فيه اوراقه في مسعى قد يفضي الى تفاهم من نوع ما يضع حداً لهذا الجفاء العربي الايراني القائم على الشكوى من تدخلات ايران المباشرة وغير المباشرة في شؤون العرب.

إذا كانت الولايات المتحدة والغرب عموماً وبرغم حالة العداء المستفحل مع ايران يدخلون اليوم في حوار وتفاوض وتفاهمات سرية وعلنية معها، فإن العرب بالذات أولى بالدخول في حوار مباشر مع طهران لوضع النقاط على الحروف وبيان حقيقة النوايا الايرانية في المنطقة، ومحاولة اطفاء نار التوتر في العلاقة بين الطرفين إن أمكن!.

لن يخسر العرب شيئاً من هكذا حوار رسمي جدي ومعلن، فإن تحقق الهدف ولمصلحة الجميع العرب وإيران فهو خير، وإن تعذر لعناد من ايران مثلاً فلتكن الشعوب العربية عندها على بينة من مكنون نوايا ايران وأية تطلعات اقليمية لها على حساب العرب ومصالحهم وحاضر ومستقبل اجيالهم، خاصة وأن هناك من بين العرب من يتعاطف مع ايران وسياساتها الاقليمية على خلفية إظهارها العداء والرفض لاسرائيل ولاحتلالها للقدس والمقدسات وأرض العرب.