يتصف عالم اليوم بالسرعة وضغط العمل والتحديات التي قد تواجه الفرد و المؤسسة والمجتمعات مما يتطلب أن نمتلك القدرة على مواجهة الصعاب بالعمل الجاد والحكمة في تقدير الأمور وكذلك العزم والتصميم على تجاوزها وتحويلها الى قصة نجاح.
إن ذلك يتم من خلال النظرة الإيجابية والتفاعل مع الموقف بصورة تخفف من حجم هذه التحديات. فالإنسان الإيجابي في تفكيره هو القادر على المضي مهما كانت العوائق والعقبات، وتمثل الإيجابية طاقة كبيرة تتولد لدى الشخص وتملأ عليه كيانه وتدفعه للعمل الجاد الدؤوب والعطاء الذي ليس له حدود، من أجل الوصول إلى الهدف، متخطيًّا كل العوائق، وغير آبه بالحواجز التي تعترض طريقه.
والسلبي هو الذي يسوّف الأمور ويضع العراقيل أمام كل مركب يسير بنجاح وأمان فيختلق الأعذار غير المبررة ولا يقترح الحلول لأمر واقع لا يحتمل التأجيل. فالشخص السلبي والمتقاعس عن أداء واجبه عبء ثقيل على المؤسسة والمجتمع، ولم يكن فقط عبء ببطالته وتوقفه عن السعي في حركة الحياة، وهو عاجز عن فعل أي خير، أو تقديم أي نفع؛ لأن أقصى ما يقدمه لنفسه ولمجتمعه هو القيل والقال والحديث عن الذات بأسلوب أناني مقيت حيث لغة "الأنا" هي النهج الذي يسير عليه بسلبية مفرطة وإستعلاء كبير.
صحيح أن هناك عناصر سلبية في حياة كل شخص لكنّ الأنسان الإيجابي يؤمن بأن أي مشكلة يمكن التغلّب عليها إذا إمتلك الدافع النفسي، والإرادة القوية ، والإقتناع العقلي، والمبادرة لإنجاز العمل المتقن بروح وحيوية، وإحترام الذات بإحترام الوقت والأنظمة والقانون، وعدم القفز فوق الحواجز التي تضر بالمصلحة العامة.
ولندرك أن هناك دوائر تتداخل ضمن نطاق المسؤولية دائرة تجاه كل واحد منا ودائرة تجاه الأهل ودائرة أكثر إتساعا تجاه الجامعة وتجاه ابنائنا الطلبة أو المؤسسة التي نعمل فيها و مسؤولية كبرى تجاه وطننا ومسؤؤلية عظمى أمام الله تعالى. هذه الدوائر المتداخلة إذا حركتها الإيجابية بطاقتها الكبيرة ستجعل من تحقيق الأهداف السامية أمرا سهلا وواقعا يسير على أرض النجاح.
والمتأمل للحضارات الإنسانية عبر عجلة التاريخ يجد أن الإيجابية الذاتية والإبداع الذاتي الذي يلقى الرعاية والإهتمام من قبل المجتمع و الدولة هما منبع الأفكار المتميزة، والبداية الصحيحة لتحقيق التقدم.
ولكي يتحقق ذلك أيضا علينا أن نؤثر على أنفسنا ونمقت الأنانية وأن نفكر في الصالح العام، وقد أثبتت الشواهد أن الأنانية تشويه لكل صورة جميلة ومقتل لكل هدف نبيل، وإنغلاق لا يحقق غاية سامية.
كما أن الشواهد أثيتت أن الأفكار الإيجابية تعطي نتائج مميزة، فلنقرأ سير الناجحين الذين حققو نجاحاً باهراً وتغلّبوا على عقبات هائلة بسبب إصرارهم وتحديهم المليء بالطاقات الإيجابية المقترنة بالفهم والإدراك لتحقيق الأهداف السامية والعمل الذي يمكث في الارض بما ينفع الناس التي تركت أثرا خالدا إستفادت منه البشرية في جوانب الحياة المتعددة، ولنغذي عقولنا بقراءة الكتب المفيدة ولنجعل من الكتاب خير صديق، ولنركب مركب الناجحين ولنعزّز كل ما هو إيجابي وندعمه، ولنصاحب أناس إيجابيين، ولنبتعد عن التذمر والشكوى والسوداوية، ولنبتعد ايضا عن النقد السلبي الهدّام الذي يضع العصا في حركة دولاب الحياة.
أبنائي الطلبة لتكن الإيجابية المرتبطة بالعمل الجاد منهجا في حياتكم فهي سر النجاح فكونوا إيجابيين مع أنفسكم ... تجاه أساتذتكم ... تجاه جامعتكم ... تجاه وطنكم ... ولتكن طاقاتكم الإيجابية هي المحرك الذي يدفع بمسيرتكم التعليمية إلى الأمام تتسامون فوق الصغائر وتحثون الخطى للأمام بالعزيمة القوية والهمة العالية التي تحقق النجاح لتكونوا فخر الوطن، والسواعد التي تبني، والعقول التي تنهض به قدوتنا في ذلك جلالة قائد مسيرتنا مليكنا الشاب الذي يعقد عليكم الأمل لتكونوا قادة المستقبل في مسارات التنمية الشاملة التي يتطلع أردننا الغالي لتحقيقها بتفاؤل وإيجابية وعمل.