في مسارات الدول هنالك صنف ممن يتم منحهم الثقة لادارة مؤسسات الدولة صغيرها وكبيرها، لديهم القدرة على صناعة عوامل التعثر لدولهم او مؤسساتهم من خلال اختراع الازمات او الضعف الذي يحول القضايا والمشكلات العادية الى ازمات او على الاقل الى مشكلات بجذور راسخة وعميقة قادرة على افشال مؤسسات او بعثرة جهود الدولة، او قطع اوصال علاقاتها الداخلية وصناعة الغضب والمشاعر السلبية بينها وبين الناس.
الفساد يصنع الازمات، والفاسدون مهما كانوا متقنين للمجاملة والنفاق وارضاء المسؤول الا انهم من اهم الاصناف التي تهدم قواعد المؤسسات والدول، ويصنعون باحتراف فقرا مؤسسيا في الاماكن التي يعملون بها.
لكن الى جانبهم ايضا الضعفاء في القدرات والامكانات الوظيفية والقيادية الذين يحملهم الفساد او الهوى او المصالح او شطار التجارة او العلاقات الاجتماعية الى مواقع المسؤولية، والمسؤول الضعيف دائما خطرعلى البلاد والعباد.
والمسؤول صاحب الامكانات الضعيفة تنمو حوله بؤر الشللية والفساد وكل الامراض، وبضعفه تمر السنوات على الدولة او المؤسسة دون أي خطوة ايجابية وتذهب الامور نحو الاسوأ.
لكن اكثر صناع الازمات تأثيرا هم المحترفون الذين تسيطر على عقولهم مصالحهم ويعتقدون أن كل شيء مباح لهم لتحقيق مطمع او اطالة اعمارهم في مواقعهم، او يمارسون المؤامرات والمكائد بكل أنواعها لخدمة قضية او شلة او صفقة حتى لو كان الثمن كبيرا على دولتهم او مؤسساتهم.
محترفو صناعة الازمات الذين يقومون بهذا عن سبق اصرار وترصد أكثر خطورة من الفاسدين، ومن يستعمل قدراته وخبراته ومكره لخدمة مصالحه ويجعل من مصالح الدولة او المؤسسة مقاديرا لازماته التي يصنعها مثل مقادير ( الطبخة ) مثل هؤلاء من يجب محاسبتهم على هذا النهج، والاحرى ان يتم منعهم من الوصول الى أي مستوى من مستويات القرار.
(الرأي)