العدوان :الفن هو ثقافة وحضارة .. ووجه البلد الجميل

عمون - يارا عويس - صوتٌ جبلي مخملي متدفق، موهبة ابداعية، وحضور متميز للفنان الأردني الشاب أنس العدوان، صاحب لقب الصوت العسلي، شيء من الحنين يعبر به أنس لمحبيه والذين عرفوه من خلال أغنياته المؤثرة مثل "أمانة يا حب " و " بعشق هواها " وغيرها ...

أنس العدوان الذي غنى للأردن وفلسطين وتغنى بروعة الإمارات وبحسٍ وطني مرهف كان الحاضر دائماً في احتفالات الجالية الأردنية في الإمارات، وفي احتفالات العيد الوطني الإماراتي.

وكما عودتكم "عمّون " تسليط الضوء على الطاقات الإبداعية الأردنية ومتابعة أخبار روادها أينما كانوا، كان لنا معه هذا الحوار في دبي:

عمون : ماذا تخبرنا عن هوية الفنان أنس العدوان، وكيف كانت بداياتك الفنية؟
- أنس العدوان..أردني الجنسية من مواليد دولة الإمارات و أقيم فيها مع عائلتي
بدايتي مع الغناء كانت في المرحلة الابتدائية في المدرسة، حيث تم اختياري من قبل أساتذة التربية الموسيقية للمشاركة في جميع مسابقات الأغاني الوطنية لدولة الإمارات.. بداية من" ورود الإمارات "و التي حازت على المركز الأول على مستوى الدولة..و تلاها العديد من المشاركات على نفس النمط وكانت كل مشاركاتي تحتل المراكز الأولى.

عمون: أنس العدوان فنان عاش حياته في دولة الإمارات وانطلق في الغربة، وسؤالي ماذا أضاف لك هذا، وماذا أخذ منك؟
- بالنسبة لي فأنا لا أعتبر نفسي في غربة..لأن دولة الإمارات هي بلد عربي مسلم و تجمعنا به عادات و تقاليد مشتركة و ثقافة واحدة..فهي بلدي الثاني الذي ربيت فيه و نشأت على صفات أهله الطيبه..و تعلمت في مدارسه و جامعاته.

عمون: طالما أن الإمارات تشكل بالنسبة لك بلدك الثاني، فهل تجد صعوبة في التواصل ومتابعة محبيك ومستمعينك خارج دولة الإمارات؟
- لا شيء صعب أمام وسائل الاتصال الحديثة وخاصة مع التطور التكنولوجي الذي جعل العالم قرية صغيرة، فأنا شخصياً أتواصل مع العديد من الأصدقاء والعامة من خلال صفحات التواصل الاجتماعي وهي الاسهل والايسر لتعبير الفنان عن آرائه بشكل مباشر وبتلقائية وشفافية، وخاصة صفحات الفيس بوك والتي فيها حسابي الشخصي و صفحات المعجبين والتي اتابعها كلها بحرص وباستمرار. فمحبة الناس وإسعادهم هما الكنز الثمين الذي أطمح إليه .. وأتمنى بأن أكون دائماً عند حسن ظن الجميع بي.
عمون: غنيت اللون الشعبي و لون بلاد الشام، هل تجيد الغناء الخليجي، وما هو مدى تأثير اللون الإماراتي عليك ؟
- لا شك في أهمية اللون الإماراتي و الخليجي بشكل عام..فالأغنية الخليجية استطاعت فرض نفسها خليجياً و عربياً..و الدليل على ذالك هو تهافت معظم الفنانين من مختلف الوطن العربي على أداء هذا اللون لما له من قيمة جمالية و تعبير..فأنا أعتبره هو الأقرب إلى اللون البدوي الذي أحبه..و في كل بلد عربي سنجد من يحبه و يعتبره جزء من أصالتنا و عروبتنا.

عمون: من يكتب ويلحن لك، وهل تعتبر نفسك ملحناً في الدرجة الأولى أم مطرباً؟
- أتعامل مع بعض الشعراء الموهوبين الذين يفهمونني بعمق..أما بالنسبة للتلحين فلا أعتبر نفسي ملحناً ولا أتخذها كمهنة ..فأنا ألحن لنفسي فقط..و السبب هو أنني أؤمن بأن الفن رسالة وأن لدي الموهبة لايصال رسالتي هذه إلى أكبر عدد ممكن من المستمعين....و إن فقدنا عنصر الإبداع لن يكون هناك متعة في الموسيقى.. لذلك أقوم بالتلحين لنفسي لما أجده من متعة في الاحساس بتحقيق كل ما هو جديد ...

عمون: دراستك الأكاديمية لتخصص الترجمة يبعد كل البعد عن المجال الفني، لماذا اخترت هذا المجال، وهل سيبعدك هذا عن متابعة مشوارك الفني؟
- أنا أعشق أدب اللغة الانجليزية و ترجمتها..و على العكس فإنها مرتبطة نوعاً ما بالفنون..فمن ضمن المواد التي درستها الشعر و الدراما..و هي من أصل الفنون..و لن تبعدني عن مجالي طالما أنا قادر على الاستمرارية و العطاء.

عمون: هل ترى بهذا أن الشهادة الأكاديمية أساس لانطلاقة أي مبدع؟
- بالطبع فإن الشهادات الأكاديمية هي باب للانطلاق للحياة و إدراكها..و كيفية التعامل معها و التعامل مع الآخرين..فهي ثقافة و معرفة..و تعطي قيمة لصاحبها بين أفراد مجتمعه..و تساهم في تنمية التفكير و تنمية قدراتنا الابداعية بكافة المجالات..و تجعلنا أكثر وعياً و انضباطاً و احتراماً للوقت.

عمون: برأيك أين تكمن أهمية الموسيقى للفرد والمجتمع؟ وهل هي ضرورة أساسية؟
- إن الموسيقى الراقية و الرفيعة.. العالمية والعربية تشكل الغذاء الروحي للشعوب..كالكتاب و الفن و المسرح ..فهي ضرورة يتعين على كل دولة أن توفرها لكل فرد..وأن تبدأ في تقديمها له منذ الطفولة و حتى نهاية مرحلة العمر..فالفن هو ثقافة و حضارة..و هو وجه البلد الجميل.

عمون:ما هي الرسالة التي تحب أن ترسلها للأردن من خلال صفحات عمون الثقافية؟ و بمناسبة حلول العيد الوطني ال 42 لدولة الإمارات..ماذا تحب أن تقول.. ككلمة أخيرة؟
- حفظ الله الوطن و شعبه و قائده..و أتمنى أن يدوم الأمن و الأمان و المحبة السلام على الأردن و أبنائه في ظل الرعاية الهاشمية الحكيمة...و كل عام و الإمارات و شعبه و حكام الإمارات بألف خير و أتمنى أن يدوم العز و أن تبقى المحبة و الكرم رأسمال هذا البلد العظيم.

*** كل الشكر للفنان أنس العدوان .