قمر ٌ لا يحرسنا .. *ناهض الوشاح
30-11-2013 01:28 PM
على عتبات تشرين... أراك تذهبين إلى حيث الصمت الطويل ... وفي عتمة الطريق ... أبصر خيبتي تهوي على روحي في غفلة من زمن الحكايا .
_قمة الإنسان هاويته . وقمة الهاوية قلب لا يهدأ ولا يستكين ... يستند بظله على صور تشبهك كي لا يغتالنا غيابك على حين غرّة من الشوق . وكي لا تقولي ( لقد أزرى بك الدهر بعدنا ) ...
غُربة مبكرّة تسللت في الطفولة ... أمطرنا نيسان وأدخلتُكِ ذاكرة النسيان ... محاولات بائسة لترجّي أمل لا ينبت سوى الإنتظار .
مسافرون بلا أجنحة ... صوب نهاية ولدنا نبحث عنها ... نهاية الصبر ... والقهر والفقر ... نهرب من كل الماضي لنجد لا شيء هنا سوى فراق يليق بحزن نُعلّقه على جدران القلب .
كم من الحب نحتاج لمقاومة شيخوخة تغزو أرواحنا ... وكم من الوقت نملك لمغامرات صغيرة نصافح فيها الفراغ الحاضر في غيابك . ندّعي راحة القلب وطمأنينة البال ، نتأمل خطوات حملتنا إليك نطرق بابك بلهفة المشتاق ... تفتح يدك باب قلبي حين أُبصرني تاركا كل الظلال خلفي وأنت وحدك كلما إ زدت منك قُربا إزدت هشاشة .
هو الوعي المبكر بالشقاء والأسئلة التي لا تملك إجابة ... خيال المستقبل يترنح كظبي أمام صياده لا مفر من الهرب ... الموت لا مفر منه ... فلتقف أمام سهم القدر ولا تلتفت خلفك ... أمامك فلتنظر ولترفع رأسك .. فقلبك من أخذك منك إليها .
فالجسم من النفس والنفس من الروح ولا روح في الروح الآن ... النساء يُفضلن الزواج على الحب ... يأكلك الندم وأنت لا تملك أن تتذكر حبا أول وحبا أخير .
ترى الأشياء كما لو أنها مُلك يديك ، تُداعبها كامرأة خرجت من سترها لتكون أنت سترها ... تتمايل كحرف أتقنته مخارج القلوب قبل أن تتقنه رعشة الخوف من الآتي ... أتصفح كتاب لم تلمسه عينيك ( الأسود يليق بك ) كما هو الفقد يليق بي ... تتحرش الكلمات كل مساء بروحي تفتح شهية عيوني لدموع أذرفها على أسطر في الكتاب (مأساة الحب الكبير ليست في موته صغيرا ..بل في كونه بعد رحيله يتركنا صغارا )
مازال ظلك يراودني أكونه ولا تكونين ... أسأله فيجيبني بجمرة السؤال ... مُخضبا ً بصمت ليل حزيران ... غصة الأحلام تُهشّم صحوي وتنثرني كقطع البلور أبحث فيها عن وجه إمتلئ بك ... عن عصر هارب منه نحو ماض يُطلق مدافعه على حدود رحيل موجع .
بكل ما أُوتيت من غياب أحاول تذكر كل هزائم البلاد في حزيران لأنسى نبأ زفافك إلى رجل يمنحك طفلا يناديك أمي ... وتمنحينني زورقا لصمت الذكريات .
هلاّ سألتني قبل رحيلك عن أمنية في القلب ...
سلام عليك حين رحلتِ ... سلام عليك لأني ما عدت أعرف من أنت ... سلام لأني ما عدت طفلا ً ... سلام على الأرض حتى البكاء .