في رجال الأمن: كلا .. انهم جباهنا المرفوعه !
د. وليد خالد ابو دلبوح
30-11-2013 01:26 PM
تحية الى الزمرد من رجال رجالنا ... تحية الى الأسمر من فلذات أكبادنا ... تحية الى اللالئ المنثورة في كل مكان .... أبت والقسم أن لا ينامان ... تحية الى صُنّاع المجد لأهل المجد ... وكتّاب العُلا في جبين العهد ... ورد يصطف والورد ... جمر غيور يتحرك دائما والحب ... للوطن ... وفي الوطن ... وعلى الوطن ... سواعد من نار يسيل لعابها عشقا في الذود عن حمى الوطن ... تحية الى الجحافلة من العيون الساهرة ... والجباة الشاهقة الصامدة ... جوارح لا تهدأ تحوم في المدلهمّة ... جسور من الجَسور مرفرف دائما وممتد ... الى الجبال المنتشرة من رجالنا في الأمن ... الى الخمائل السمراء الملتفة سياجا واحدا ... يا وتد الأردن العتيد وحصنه النشمي الأصيل ... نخصكم بالشكر الجزيل .. يا رجال أمننا ... الغر الميامين!
احزننا جميعا تصريحات البعض بحق رجال امننا ... واتعجب كل العجب من كل هذا "الحقد" ليصل بهم الحال لنعتهم بالمقزز من الكلمات ... فمهما وصل بنا الحال من اختلاف في وجهات النظر والمنطق والرأي ... لا يجوز لأي من كان أن يمس مؤسسة وطنيه خالصة ... شهد لها المجد منذ تأسيس الامارة في الحفاظ على تراب وهوية هذا الوطن ... شبرا شبرا ... ويوما بعد يوم!
الحقد شيء ... والنقد البناء شيء اخر!!
لا مانع من الانتقاد لهذا المسؤول هنا وهناك ... ولا ضير في الاعتراض على هذه السياسة او تلك .. ولكن ان يصل الحال الى حافة "الحقد" الامسؤول والبذيء من الكلام ... فلا ... والف لا!! لا يجوز القدح والذم مهما بلغ استيائنا تجاه شخص ما او توجه ما في قضية ما ... امّا وان يصل الحال في اتهام مؤسسة وطنيه "بالمسعورة" ... فهذا مرفوض بتاتا!
اما في النقد البناء .. ونرجو الله أن نكون أهلا لها ... فنقول!
انتقد السياسة الأمنيه في اتجاهات وسياسات متعددة ومن أهمها:
1. يجب الاهتمام أكثر في تقويض دور بعض المنظمات الغير الحكوميه والتمويل الخارجي .. ويا محلا الكلاشن بجانب منظمات "الكاتمة للصوت" ... ودورها في التأثير في جل القضايا التنمويه .. وخاصة تجاه قطاعي المرأة والشباب (عنصرا التغيير في المجتمعات)!
2. يجب تشجيع تنامي دور "المعارضه المعتدلة" .. والتي ليس لها أجندات خارجية ... او تنظيمات سريه ... تحب الوطن أكثر مما يحب "أصدقاء الموالاة المقززة" ...ان اختفاء دور للمعارضه المعتدلة خطر على الأمن القومي على المدى المتوسط والبعيد ... لانهم سيكون لهم دور مهم دائما ليس في عملية التوازن الايجابي فحسب ولكن .. يعتبرأيضا ملجأ مهم للوطن اذا تعرض الوطن لأي اهتزازات خارجيه كانت او داخلية... لا قدر الله!
3. البطئ أحيانا في تتبع خطوات العولمة السريعة ... واثرها في ولادة أصناف جديدة ومتتالية من صنوف الأمن وذلك نتيجة التغير السريع في طبيعة التهديد منذ نهاية الحرب الباردة ... وخاصة فيما يتعلق "بالأمن الثقافي" ... والخطر الفكري وكيفية استيعابه والتفاعل والتعامل معه!! لا يكفي ان ترصد أفعال الناس وتضع بعضهم في السجون ... الأهم ان تعمل ايضا جاهدة حتى لا يصل هؤلاء الى السجون! وعليه عليها ان تتدخل بطريقه عصريه وحضاريه في التعامل مثلا في مناهج التدريس بدلا من ان تتدخل السفارات في هذا الدور المهم والتأثير في الهوية الوطنيه والقومية واتجاهات شبابنا!
4. دور الاجهزه ايضا في المساهمة في محاربة الفساد ... ومن البعد الامني فقط ... وليس القضائي او السياسي... كونه يصب ايضا في جرائم “الامن الاقتصادية” ...مالفرق بين "الارهابي الامني" الذي يقتل الناس قتلا سريعا و"الارهابي الاقتصادي" الذي يقتل الناس قتلا بطيئا من الجوع؟!! وما انعكاسات ذلك على المدى المتوسط والبعيد على استمرارية وبقاء الوطن؟! في الحالة الاردنيه بالتحديد, الامن الاقتصادي لا يقل اهمية عن الامن التقليدي بتاتا!
وهناك ايضا امور اخرى تتمحور حول ... تقويض دور دوائر جماعات الضغط هنا ... اعطاء ثقة ودور أكبر للشباب في المشاركه ... اعادة صياغة مفهوم المواطنه ...الخ. بمعنى اخر ان ينصب العمل في التنمية الشاملة كجزء من هيكيلية الامن القومي الاردني!
وعليه بالر غم من التطور الهام لدور المؤسسات الأمنيه في ارساء الاستقرار الامني الا انها بحاجه الى اعادة النظر في مفهموم الامن ومفهوم طبيعة التهديد المتغير ... وهذا يتطلب الى مراكز بحثيه مختصة وذات اطلاع وقريبة من الشارع حتى تحقق مرادها ... فبدل الانفاق على مؤسسة "جيشيه" من العضلات غير منتجه اثبتت فشلها في "ربيعنا الاردني" ... مثل مؤسسة هيئة شباب "كلنا الاردن ... يجب ان تستثمر الاموال في جيوش فكريه منتجه من مراكز دراسات ... والله معاكم ويحفظكم ويرعاكم .... والله من وراء القصد!!