كان سقوط الثلج في الاردن فرصة مناسبة للحديث عن الأردن؛ ففد اعتقد زميلي البريطاني أن الأردن بلد حار وان الثلج لا يسقط عليه أبدا، بل تعدى الأمر إلى ابعد من ذلك من حيث طبيعة المعلومات الخاطئة عن الأردن وتعميم الصورة بشكل غير سليم. نواجه في الخارج مجموعة من الاستفسارات حول الأردن ونحاول الاستناد على المعلومات الشخصية والمواقع الالكترونية الأردنية الرسمية والخاصة وتزويد السائل بإجابة وافية، ولهذا نحتاج دوما إلى معلومات محدثة وجديدة وفي مختلف المجالات وباللغة الإنجليزية للاستفادة منها في تدعيم الموقف والصورة الحضارية للأردن ومواقعه السياحية والثقافية والطبيعية والاجتماعية.
تتراوح دقة المعلومات للطرف الأخر حول الأردن وتختلف من فئة إلى أخرى، ولكن المهتم يحاول باستمرار البحث والسؤال واللقاء والقراءة والتفكير بزيارة الأردن الإطلاع عن كثب حول الأردن كبلد جميل وتاريخ أصيل، ولهذا نحتاج إلى تزويد من يسافر للخارج بمجموعة من النشرات الإرشادية والتوضيحية وباللغات المتاحة لتسويق الأردن بشكل مناسب وسليم.
قبل فترة وخلال برنامجي الإذاعي من محطة جامعة اسكس البريطانية استضفت مدير المكتبة فيها وتطرق الحديث إلى المراجع الأكاديمية والثقافية المتاحة في الجامعة والنقص الملحوظ فيها، حيث أشار مدير المكتبة إلى ضرورة قيام الطلبة الاردنيين والعرب في الجامعة إلى تزويد المكتبة بالمؤلفات الأكاديمية والثقافية لهم أو أعضاء الهيئات التدريسية أو الوزارات المعنية في بلادهم بما يتوافر من أمهات الكتب والمنشورات فيها أسوة بما يفعله الطلبة من أمريكا اللاتينية وبعض الدول الأوروبية لتعميق التواصل مع مراكز البحث العلمي ومصادر الثقافة، وأشار أيضا إلى ضرورة الاهتمام بالتعريف الحضاري لبلد كل طالب بالصورة التي يراها مناسبة وباللغة المناسبة وتوضيح العديد من الأخطاء في الأذهان وبعض الكتب والمراجع هنا وهناك في بعض المكتبات والتي تشكل مصدرا للمعرفة للطرف الأخر وبنسبة كبيرة.
" لأنك من الأردن " شهادة فخر قدمتها لي جارتي البريطانية والتي تجمع زوجها والملك الحسين الراحل صداقة من خلال هواة الراديو الدولي، وهذه الشهادة كانت فرصة لزيارتها والاستمتاع بمجلسها والاستفسار عن الأردن وفي جميع المجالات.
قدوتها جلالة الملك والملكة لحمل الأردن في حلهم وترحالهم ومخاطبة الجميع بلغة واضحة سلمية عن الأردن وإنجازاته وطبيعة التحديات التي تواجهه وحجم العزم والتصميم للوفاء إلى الأردن برجاء واقتدار.
المطلوب كثير لتوضيح الأردن وأوضاعه ألداخليه والخارجية فليس لدينا ما يعيب، وظروف بلدنا صعبة، تحتاج إلى الإنجاز والعطاء جنبا إلى جنب مع النقد البناء والمحاسبة والمتابعة والتدقيق وليس التجريح والنيل من عطاء الجميع.
باختصار الأردن في عيون الآخرين ايجابيا ويحتاج إلى المزيد من العمل والتعب كل في مجاله وفي موقعه الداخلي والخارجي وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
fawazyan@hotmail.co.uk