عندما قامت المقاومة الفلسطينية ؛ وانطلق الشعب الفلسطيني انطلق مجاهدا لتحقيق هدفه الأسمى في قيام دولته الوطنية على أرض آبائه وأجداده ، وعاصمتها القدس الشريف ، لم "يستأذن" من ملوك ورؤساء أوروبا وأمريكا ؛ أو من باراك أو كلنتون ؛ وعندما تصدى الشباب الفلسطينيون للمدرعات وللدبابات والمروحيات والمقاتلات والقاذفات القنابل الإسرائيلية ؛ بالحصى وصدورهم الأبية لم يستأذنوا من شارون أو جورج بوش ؛ وعندما استشهد الشهداء الأبرار وقدموا أرواحهم الزكية من أجل الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ، أولى القبلتين ، وثالث الحرمين الشريفين , لم يستأذنوا من إنسان أو قوة أو دولة في هذه الدنيا الفانية.
يدعي الصهيونيون الأشرار أن عدم إعلان الدولة الفلسطينية في الموعد الذي قررته السلطة الفلسطينية ، إلى حال قبول الاستئذان من إسرائيل ، ولو موقتا ، للموافقة على قيام الدولة عبر المفاوضات ؛ ويدعون أنه أدى إلى فبول تأجيل موعد الإعلان دون ذكر موعد جديد ؛ ولذلك أصبح الشعب الفلسطيني في هذه الأيام السوداء رهينة ، محاصرة يفتك بها كل يوم ، بسبب إصرار مجرم الحرب نيتنياهو على عدم قيام الدولة الفلسطينية ، وعلى اغتصاب القدس الشريف , ومنع السيادة العربية على حبة تراب منها.
ويعتقد الصهيونيون ظلما وبهتانا أن قبول السلطة الفلسطينية التفاوض باسم الشعب الفلسطيني ، أنها مجرد سلطة ليس لها كيان دولي معترف به ، ولا زالت تعامل من قبل إسرائيل وكأنها مجرد حكم محلي بلدي تقتل قادته متى تشاء ، تحاصره كيف تشاء ، تقطع مياه الشرب عنه كما تشاء ، تدمر بيوته ، تقتل أطفاله ، خوفا من أن تعلن الدولة لتفرض على إسرائيل مسؤوليتها الدولية أمام كل دولة تعترف بالدولة الفلسطينية ؛ فتجبر على التعامل معها ومع الشعب الفلسطيني كدولة ذات سيادة ؛ ولكي لا تقف كدولة وتطالب بأراضيها كما استلمتها في الضفة الغربية والقدس الشريف من السيادة الأردنية ؛ وكما استلمت قطاع غزة من السيادة المصرية . ولكي لا تقف السلطة الفلسطينية مع إرادة شعبها الشجاع المقدام .
اللهم اشهد على هذا الباحث بأنه حاول بكل ما استطاع من جهد ، أن يجد ولو مبررا واحدا ، بعد كل الذي جرى حتى اليوم ، فلم يجد مبررا لتأجيل إعلان قيام الدولة الفلسطينية ، ولو لدقيقة واحدة أخرى. بل وجد بكل قناعة بأن تأجيل إعلان الدولة وعاصمتها القدس ، مضر جدا بقضية الشعب الفلسطيني في جميع المراحل القادمة ، بل وجد أكثر من ذلك أن تأجيل إعلان الدولة وعاصمتها القدس ولو لدقيقة واحدة أخرى مفيد جدا لإسرائيل ، ويخدم نياتها السوداء الحاقدة ضد الشعب الفلسطيني وقضيته المقدسة ، ويسهل تقدمها نحو تحقيق أهدافها اللئيمة في حرمان الشعب الفلسطيني من تحقيق كيانه الحر المستقل السيد على أرض آبائه وأجداده..
الأمة العربية والإسلامية بحاجة إلى صحوة جديدة ، يقظة جديدة ، هبة جديدة ، لتستحق دم الشهداء الأبرار الذين أعطوها حياتهم لتحيا بعد كل ذلك النوم الطويل. الأمة العربية والإسلامية بحاجة إلى صيحة الله أكبر تشعل الدم المؤمن في عروقهم ، وتنهضهم عاليا أباة شجعانا لا يهابون ، وبفضلون "منية " الشهادة في سبيل الله على "دنية" الخضوع والذل لرغبات نيتنياهو؛وليبرمان؛ وباراك.
وهكذ ا وقف الرئيس محمود عباس عاليا ، وصاح الله أكبر ، ووأعلن الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف من أعماق إيمان ووجدان وإرادة الشعب الفلسطيني ؟.
لقد وقف كل ملك ، وكل رئيس ، عربي ، ومسلم ، وصديق ، وإعترف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس لكي يعرف كل العرب من هم العرب العرب ، ولكي يعرف كل المسلمون من هم المسلمون المسلمون ، ومن هم الأصدقاء الأصدقاء ؟
لماذا لا تشحن الأمة العربية والإسلامية بنفحة كرامة جديدة بعد كل الذل التي تحملته؟.
لماذا نقبل الذل ، وننتظر "الاستئذان" من نتينياهو ؟
لماذا لا نقف عاليا ، ولو من أجل أرواح الشهداء الأبرار ؟
ونصيح صيحة الجهاد الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر