-1-
فكرة ترددت كثيرا قبل أن اكتبها، ولكن لا بد مما ليس منه بد، ربما قبل أن يُخلق مارك زوكربيرغ، مخترع فيس بوك، كان ثمة شبكة تواصل اجتماعي من نوع خاص: حائط لكتابة الآراء، هذا الحائط هو الجدار الداخلي للحمامات العمومية، بخاصة حمامات المدارس، والحمامات العمومية في المدن، والمخيمات، كان ثمة من يعبر عن «آرائه» هناك، وللتاريخ والحقيقة، كان ثمة آراء ثورية وجريئة تُكتب، بخاصة إذا تعلق الأمر برأي طالب كسول بمعلمه، بخاصة إذا لم يحفظ محفوظات، أو لم ينسخ الدرس، حينها، كان الطالب «يبدع» بتعداد «مناقب» معلمه بكل «جرأة» وبلا رحمة!
نوع آخر من الكتابات، كنت تقرأها على سور المدرسة مثلا: رسمان لقلبين متعانقين وفي كل واحد منهما حرفان بالإنجليزية هما أول حرف من اسمي قيس وليلى هذا العصر، واحيانا ترى تحت الرسمي، عبارة ما، من مثل: حب إلى الأبد، أو ما شابه ذلك!
ما يدفعني لتذكر ذلك الفيسبوك البدائي، أنني أقرأ على حائط فيسبوك مارك زوكربيرغ، ما يشبه ذلك الذي كنت أقرأه على تلك الحيطان، ومعذرة على هذا الجموح!
-2-
نحن دائما على «موعد» مع من نحب، كثيرون منا يخطئون بتقدير الوقت اللازم للوصول، أو يربكهم «فرق التوقيت»!
-3-
كم أخشى لو أطفأت تلك الأنوار، ألا أستطيع إضاءتها مرة أخرى، بعض النيران يجب أن تبقى متقدة،
حتى ولو أحرقتنا!
-4-
بعضنا يصاب بالتسمم لكثرة النظافة، الحياة في الغرف المعقمة، لا تتيح للجسم بناء مقاومته الذاتية!
-5-
في فلسفة اللذة: أجمل ما في الكأس، ليس ما في قعره، ولا الرشفة الأولى، ولا نصفه الممتلئ بل في أن تملأه، وفيها أيضا: تعلم أن تستمتع بك، وفيها: لا تكن كالأثرياء الذين يبنون القصور كي يسكنها ورثتهم!
وفيها أيضا: في أعماق كل منا ينابيع من النشوة، هل جربتم كيف تستمتعون بأنفسكم، وتستثمرون مخزوناتكم من اللذة؟ أحيانا، حتى ونحن في قمة النشوة، نحتاج للقليل من الشقاء، كي نستلذ بحلاوة اللقاء!
كم يخسر أولئك الذين تمر بهم لحظة فرح عابرة، ولا يعطونها تأشيرة «إقامة دائمة»!
-6-
اكتشفت أخيرا أن ثمة الكثير مما لم أعرفه عني، فكيف أطمع بأن أعرف كل شيء عن الآخرين؟
-7-
أحيانا، تنتقي من الكلام أعذبه، ومن المشاعر أروعها، ومن الخفقات أكثرها إطرابا، ومن الهمسات ما يثير القشعريرة في القلب، ولكنك للأسف لا تجد من «تجود» بها عليه، أو لمن تهديها!
(الدستور)