أمن الوطن واستقراره .. بحفظ كرامة إنسانه
28-11-2013 04:33 PM
الأمن والاستقرار من نعم الله التي أنعم بها على عباده منذ بدء الخليقة الى يومنا هذا فشرع الله حدوده في شرائعه السماويه من الاحكام ما يحفظ بها الانسان في نفسه وكرامته ومسكنه ومأكله ومشربه ورزقه وهذا تصديقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ) من أصبح آمناً في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بما فيها ) وقد فطر الله الانسان عليها وكانت الركيزة الرئيسيه في تشكيل الدول والمجتمعات على مر الازمان فالإنسان يحمي نفسه من الاخطار التي تهدده باللجواء الى الله ثم الى دولته وعشيرته وأسرته , ويعتبر الركيزة الاساسية في تعزيز الجبهة الداخلية والخارجية للدولة وتقدمها وازدهارها ورقي مجتمعاتها من خلال تحقيق مكتسبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .
ان مسؤولية الامن والاستقرار تقع بداية على كاهل السلطات الثلاثة التنفيذية و التشريعية و القضائية وهي ايضا مسؤولية مجتمعيه يتحملها كل فرد يعيش على تراب هذا الوطن وكذلك مؤسسات المجتمع المدني .
ولا يقتصر تحقيق الامن والاستقرار على وجود جهاز امني وعسكري قوي فحسب بل هو منظومة من المقومات منها بالإضافة لهذه الاجهزة احترام الدستور وسيادة القانون في تحقيق العدل والمساواة بين المواطنين والكفاءة القيادية والإدارية للعاملين في دوائر الدولة ونزاهتهم وتوزيع مكتسبات التنمية على كافة المحافظات والمحافظة على الوحدة الوطنيه وتعزيز منظومة القيم الاجتماعية وإطاعة أولى الأمر تصديقا لقول رب العزة (يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) وان الاخلال بأي من هذه المقومات سوف يوقعنا في براثن الترهل والفساد الاداري الذي اصبح يطل برأسه علينا كل يوم بأشكاله ومظاهره المختلفة وتزداد معاناتنا منه وأصبحنا نخشى على امننا واستقرارنا وهو هاجس كل الاردنيين وعلى رأسهم صاحب الجلاله الملك عبدالله الثاني بن الحسين الذي أعلن ثورة بيضاء على هذا الترهل والفساد ووقوفه التام الى جانب شعبه في هذه القضية وهو اول من نادى بان يكون الربيع العربي الذي اجتاح بعض الدول العربية التي اوقع فيها الدمار والخراب ربيعا خاصا في الاردن يقوم على أجراء اصلاحات سياسة واقتصادية واجتماعية شامله تحفظ امن واستقرار هذا الوطن الغالي وتقوي جبهة الداخليه والخارجية .
لقد حقق الاردن منذ نشأة الدولة الاردنية إنجازات كبيرة ومتراكمة في كافة المجالات محليا وإقليميا ودوليا ولا نزال ننعم بها ونتفيأ ضلالها بفضل الرجال الأوفياء والغيورين على تراب هذا الوطن وعلى رأسهم جلالة المغفور له بإذن الله الملك حسين بن طلال رحمه الله وجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين سدد الله على طريق الخير خطاه الذي حمل الراية من بعده وفي سبيل المحافظة على هذه الانجازات والبناء عليها لتحقيق رفعة الاردن وكرامة ابنائه لابد من مراجعة الخلل الذي طرأ على منظومة مقومات الامن وإجراء الاصلاحات عليها وتطبيقها على ارض الواقع قولا وعملا على ايدي الرجال الشرفاء من ابناء هذا الوطن الغالي للحد من الترهل والفساد الاداري الذي اصبح آفة تهدد امننا واستقرارنا .
وهنا اوجه كلمه لكل فاسدا ومفسد ممن ينهبون خيرات هذا الوطن او يحققون مكتسبات خاصة بهم شخصية او عنصرية مقيتة يهددون فيها امن واستقرار هذا الوطن اقول لهم فيها اتقوا الله في هذا الوطن وبشعبه الطيب المثقف العارف ببواطن الامور الصابر على الظلم والجور في سبيل المحافظة على امن الوطن والذي يرى ببصيرة قائده الاعلى على ما جرى ويجري في بلدان الربيع العربي من اجل الخروج منه بأمن وسلام , واقول لهم ايضا عودوا الى صوابكم ورشدكم لتكسبوا رضا الله وحب الشعب ولكي تعيشوا بنعمة الامن والأمان و اذكرهم هنا بقول رب العزة (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) .
وفي الختام فإنني أحيي الرجال الشرفاء من ابناء هذا الوطن الغالي في كافة مواقعهم الساهرين على أمنه واستقراره والمحافظة على انجازاته وعلى رأسهم جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني بن الحسين .