هل تخلت امريكا عن حلفائها التقليديين
المحامي محمد حسين الدعجه
28-11-2013 02:29 PM
هل تخلت امريكا عن حلفائها التقليدين في منطقتنا العربيه من قوميين او ليبراليين او علمانيين ، وبدأت بالبحث عن حلفاء وصداقات جديده لاعتقاد الاداره الامريكيه بان الاعتماد على حسن النوايا والصداقات الدائمه خطأ كبير ، وانه لابد من تجدد الحلفاء والاصدقاء لتجدد الاستراتيجيات والاهداف لديها وبما تتكيف مع مصالحها العليا.
لقد شهدت العلاقات الامريكيه والعديد من حلفائها مؤخرا حالة من التوتر وتراجع في الثقه جعلت من هؤلاء الحلفاءيلجأون الى البحث عن كفيل جديد ، و قبله اخرى غير القبله الامريكيه ، الا وهي القبله الروسيه للاعتماد عليها والوثوق بها ككفيل و كحليف لا يخذل اصدقائه في وقت الشده، بعد ان تخلى العم الامريكي عنهم ، ونعتقد بان القبله الروسيه الجديده لن ترفض استقبال افواج الحجييج من الانظمه العربيه وخاصة بعد عقود طويله من الانقطاع ومن صبر القياده الروسيه طويلا على الهزائم والاهانات الامريكيه لها في كل من افغانستان والعراق وليبيا ، وانه قد آن الاوان للثأر من هذا العم الامريكي.
قائمة الغدر الامريكي بحلفائها واصدقائها قد تكون طويله ، ومن الامثله على ذلك تخلي الاداره الامريكيه عن مبارك ومطالبته بالتنحي ، وبادرت هذه الاداره بفتح قنوات مع كل من كان يحتمل ان يكون له مستقبل سياسي في مصر ومنهم الاخوان المسلمين .
كما ان الاداره الامريكيه قد وجهت طعنا لحليفها الاستراتيجي السعودي الذي خاض معها كل حروبها ضد الارهاب ، وقدم اليها مبادره سلام لحل الصراع العربي ، وهذا الطعن جاء في ظهر الحليف السعودي عندما فتحت الاداره الامريكيه حوارا مع ايران دون ابلاغها بذلك ، وهو اي الحليف السعودي من انفق المليارات لشراء اسلحه من العم الامريكي استعدادا لحرب قادمه مع ايران.
الحركه والسياسه الامريكيه في المنطقه تتداخل وتحاول الاداره الامريكيه ابداء مواقف ايجابيه من التغيير ولو بالقليل بحيث تظمن بان سياستها هذه لن تنعكس عليا سلبا او ان يظهر من هو معاديا لها.
لتعلم الاداره الامريكيه بان الجماعات الجهاديه والتي انفقت عليها المليارات في الحرب ضدها لا زالت تلك الجماعات تتناسل وستبقى تهدد الامن القومي الامريكي ومصالحها في المنطقه ما لم تحافظ الاداره الامريكيه على حلفائها واصدقائها التقليديين الذين سبق وان ساعدوها في هذه الحرب ، لابل قام البعض بخوض جزء من تلك الحروب نيابة عنها ، ونقول للادراه الامريكيه بان هنالك مثلا شعبيا يقول اللي بتعرفوا احسن من اللي متعرفوش .
قائمة الغدر الامريكي كما اسلفنا قد يصعب حصرها ، ولكن للاسف لازال هنالك من يثق بها ويضع كل بيضه في سلتها ، وينفذ كل اوامرها واملااءاتها .