لماذا الضريبة على الهواتف الخلوية ؟
نزيه القسوس
01-03-2007 02:00 AM
لم نسمع في حياتنا أن أي حكومة في هذه الدنيا تحتاج إلى المال لسد عجز ما تلجأ إلى فرض ضريبة جديدة على شعبها إلا في بلدنا فحكوماتنا المتعاقبة لا هم لها إلا فرض الضرائب على المواطنين بأشكال وأنواع لا تخطر على بال أحد .آخر هذه الضرائب هي فرض دينار كضريبة على الهواتف الخلوية لصالح الجامعات الرسمية التي تعاني من مديونية عالية .
والسؤال الذي نطرحه على الحكومة الرشيدة التي فرضت هذه الضريبة هو : لماذا يدفع المواطن الأردني الفقير ضريبة على هاتفه الخلوي من أجل أن يتمتع مسؤولو هذه الجامعات بامتيازات ما أنزل الله بها من سلطان مثل السيارات الفارهة والسفرات التي لها أول وليس لها آخر والاحتفالات والبذخ غير المبرر وغير المحسوب ؟ وهل المواطن الأردني هو الجهة المسؤولة عن تغطية العجز المالي في هذه الجامعات ودفع أثمان المكاتب الفخمة والسجاد الفاخر والسيارات الحديثة ؟
لقد سمعنا أن مجموع المياومات التي حصل عليها أحد رؤوساء الجامعات العام الماضي أو الذي قبله بلغت تسعين ألف دينار بدل سفرات إلى الخارج فهل على هذا المواطن المسكين أن يساهم في هذه السفرات أم أن على الحكومة أن تحد من هذا البذخ غير المبرر ؟ الهواتف الخلوية عليها ضريبة مبيعات مقدارها ست عشرة بالمئة ، وفاتورة الماء والكهرباء توجد بها ضرائب ما أنزل الله بها من سلطان ، وضريبة المجاري يدفعها المواطن مرتين مرة مع كل فاتورة مياه ومرة مع ضريبة المسقفات ، والأسعار في ارتفاع مستمر وقد وصلت إلى مستوى غير مسبوق في تاريخ الدولة الأردنية خصوصا المواد الأساسية التي يحتاجها المواطن مثل الخضار والفواكه والدجاج والبيض واللحوم والأسماك . والحكومة تحاول أن تطمئن المواطنين بأن هذه الأسعار ستنخفض قريبا لكن هذه الأسعار في ارتفاع مستمر ، فكيلو الدجاج تجاوز الدينارين وطبق البيض تجاوز أيضا الدينارين ولا ندري ماذا يفعل الفقير صاحب العائلة هل يعرض أطفاله للبيع كما فعل مواطن هندي قبل عدة أيام ؟
المواطن الأردني غير مسؤول عن البذخ الذي نسمع عنه ونراه في جامعاتنا . والمواطن الأردني غير معني بسفرات رؤساء ومسؤولي هذه الجامعات ، فما دامت الحكومة لا تراقب هذه الجامعات ماليا ولا يوجد أي نوع من المساءلة فلتتحمل هي المسؤولية ، وليس المواطن الأردني الفقير الذي لا يجد أحيانا ما يقدمه لأطفاله ، وإذا أرادت الحكومة إثباتا عن الفقر الموجود في بلدنا فلتذهب إلى بعض القرى في الجنوب لترى بنفسها كم يعاني سكان هذه القرى من الفقر المدقع ومن البطالة المريرة .