تؤشر الانباء الصحفية الواردة من موسكو ان الزيارة الثانية لوفد من حماس الى موسكو لم تنجح مرة اخرى في اعطاء نتائج. وبحسب هذه الصحف فانه بالرغم من الجهود المبذولة من الجانب الروسي لم يقدم خالد مشعل أي جديد على المواقف السابقة لحركته لتتمكن موسكو من تحريك شيئ ما في اجتماعات اللجنة الرباعية.والواضح ان المسؤولين الروس كانوا ياملون باقناع مشعل بالاعتراف بوجود اسرائيل ولو بصورة غير مباشرة. وادى تمسك وفد حماس بمواقفه الى رفض الروس طلب مشعل بمقابلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وهكذا وجدت موسكو نفسها تفشل مرة اخرى في ان تؤكد للغرب ضرورة اجراء اتصالات مع من يعتبرهم ذلك الغرب ( الراديكاليين الفلسطينيين).
واذا كانت حركة فتح تعتبر تصريحات مشعل منذ توقيع اتفاق مكة ايجابية وترى انه يساعد الرئيس أبو مازن بالفعل على تسويق اتفاق مكة وتأهيل حماس للمشاركة في الحكومة القادمة وقيادتها دون الوقوع في حصار جديد فان نتائج زيارة موسكو لم تكن بمستوى الايجابية التي تتحدث عنها فتح. ذلك ان المسؤولين الروس يتابعون كافة التصريحات الصادرة عن حماس خاصة تلك التي تنطلق في فلسطين بهدف دغدغة المشاعر والتي تؤكد ان هذه الحركة (تحترم الاتفاقات ولا تلتزم بها ) وهو ما يعتبر بكل المقاييس إشارات سلبية ترسل للرباعية حول جدارة حماس برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.
واذا كانت حماس لم توقع هذه الاتفاقيات وهي ليست مطالبة كحركة بالاعتراف بها أو قبولها فان عليها عندما تصبح في حكومة السلطة التكيف معها.ذلك ان الحراك السياسي الدولي الراهن والذي يسعى لاعطاء الفلسطينيين بعض حقوقهم المسلوبة لن ينتظر كثيرا مناورات هذا الجانب او ذاك وهي مناورات لا نقول انها غير مشروعة ولكننا نؤكد ان هذا ليس زمانها.
تعرف قيادة حماس ان الاوضاع التي يمر بها الفلسطينيون خاصة بعد الانتخابات الاخيرة صعبة وقاسية وهي لا تسر الا اسرائيل ويجب عليها ان تعرف ايضا ان عليها التحرك بسرعة لتجاوز هذه الظروف القاسية دون اللجوء الى مناورات لفظية هنا او هناك الهدف منها انتخابي بالدرجة الاولى اضافة الى تسديد بعض فواتير العلاقات الاقليمية التي نتحفظ على فهم انها تستهدف دعم الفلسطينيين مع عدم مراعاتها او اهتمامها بالفهم الدولي لطبيعة الصراع الشرق اوسطي وللحلول التي يفكر بها ذلك المجتمع بغض النظر عن الاتفاق مع ذلك الفهم او عدم التوافق معه.
ان الفرصة التي توفرها تطورات الاوضاع في المنطقة للفلسطينيين للحصول على بعض حقوقهم هي فرصة (تاريخية) عليهم ان لا يضيعوها بالصراعات الصغيرة والمماحاكات بين الفصائل او بالتنازع على هذه الوزارة او تلك في حين يعيش ابناء هذا الشعب المكافح تحت اقسى الظروف التي نخشى ان (القيادات) لا تعرف عنها الكثير ولا تحس بها.
حازم مبيضين