على عجل زرت العاصمة البريطانية لندن، وتجولت بشكل أسرع في الادجورود (شارع العرب )، وتوقفت أمام واجهة خارج محل وضعت عليها مجموعة صحف عربية، فكانت فرصة لرؤية الصحف عن قرب بعد مطالعتها عبر الانترنت، بل كانت الدهشة للتجوال مع زخم الأخبار والمقالات والحوادث والناس والأشياء فيها والتي بدت في كثير من الأحوال مترجمة أو مقتبسة أو منقولة عن مصدر أجنبي.
لوحة تجمع العديد من الصحف العربية والاتجاهات المختلفة لها والعديد من الأسئلة ومنها: ترى هل تتوحد اللغة في مواجهة ما يحدث للعالم العربي، وهل نكتب عن ما يحدث بقدر من المسؤولية تجاه الأجيال القادمة والتي سوف تجد ما اقترفناه أمامها للحكم عليه ؟
مع العاطفة والحنين والشوق توقفت أطول مع الصحف ولن أستطيع قراءة ما جاء فيها ولكن يبدو أن الخطاب العربي يتسع مع المواسم ويتعدد الخطاب وفقا لعدة حسابات، وكم يبدو غريبا غلبة أهل الفن على العديد من الأخبار، فما المهم والاهم ؟
"جريدة " ومشروع لقاء عند مطعم عربي في لندن وعلى رصيف الشارع العربي، وحكاية عن الغربة والأوضاع وعن المستقبل وعن وعن، ولكن إلى متى تظل الحكاية ذاتها من مزيج المال والمسافات والنظر إلى الوطن من خلال صحيفة ؟
ترى ما مهمة الكاتب والصحفي في الخارج وضمن أي سقف من الحرية يمكنه التفكير للتحليق عاليا مع الكلمات، وهل تختلف صحافة الغربة عن مدارس الصحافة العربية في الديار ؟
مع طغيان الانترنت، يمكم متابعة جميع الصحف على سطح المكتب ويمكن قراءة العديد من المقالات المعارضة، ولكن هل يمكن أن نصل إلى الحقيقة المجردة في جميع العناوين ومانشيهات الصحف في العالم ؟
ولعل قراءة الصحف على الرصيف له ما يميزه من سرعة التقاط الخبر وشراء الصحيفة والقراء اللاحقة بهدوء عن مضمون العناوين، فهل يختلف المضمون عن عناوين الغلاف ؟
أسئلة عديدة ومتنوعة اتركها ريثما اصل مكان إقامتي لأدونها في دفتر الغربة لعل وعسى أجد الإجابة لاحقا !
fawazyan@hotmail.co.uk