أحداث البلقاء ، بين حكمة العقلاء ، ومؤامرات الجبناء *عبدالرحيم السعايده
25-11-2013 05:50 PM
لم يذكر التاريخ يوما ان للطالب سلاحا غير العلم والقلم ، كما لم يذكر التاريخ ان هناك جليسا افضل من الكتاب , اما في زمن الزعرنة والبلطجة فقد اصبح للاسف ، بدلا ان يحمل الطالب كتابا ومذكرات فهو يحمل مختلف انواع السلاح ، طالب يحمل الموت والقتل والحقد ، بدلا من العلم والكتاب ، واصبحت جلسات السكر والعربدة والتحشيش هي افضل الجلسات ، فعن اي جيل نبني عليه الآمال نتحدث ؟؟؟ .
السلطية والعبابيد عشائر كريمة ، تملك من مقومات القربى اكثر من مقومات الفرقة ، يجمعهم النسب والقربى والصداقة والمودة ، يجمعهم ما لا يستطيع كل رصاص الحقد ان يفرقه ، يجمعهم ما لا يستطيع باحث عن مشيخة او وجاهة او زعيم عصابة ، خارجة على الاخلاق والاعراف والقانون ان يفرقهم .
يتألم الشرفاء من ابناء السلط وعباد لكل من اصيب في (غزوة ) العار من يوم الاحد الى الثلاثاء وما تلاها ، من اطلاق نار يومي ليلي ، من من ؟؟؟ وعلى من ؟؟ ابين الاهل والاقرباء وابناء المدينة الواحدة ؟؟ .
هل نحن في الضاحية الجنوبية من بيروت ؟؟؟ ام في طرابلس ؟؟ التي مزقها الحقد والعصابات والمذاهب , نقاط تفتيش بين السلط ويرقا ، واطلاق نار لمدة ثلاث ساعات ، والاجهزة المعنية تراقب ولا ترى ، كيف تجمعوا ؟؟ وكيف مارسوا افعالهم واستفزازهم ؟؟ الم تجرؤ الاجهزة المعنية على اعتقال اي واحد ؟؟؟؟؟ ، عنف وعنف مضاد ، وغرق في الفوضى ، وبلد يتحكم بمصيرها الخارجون عن الاخلاق والقانون .
ان البيت والمعلم والاهل هم اساس التنشئة السليمة ، وان ما يزرعونة من الادب والاخلاق في نفوس ابنائهم ، يعد الاستثمار الاكبر ، وان غرس الحقد والكراهية هو عنوان التخلف ، وتنشئة جيل جاهل ومجهل ، بعيدا عن العلم والدين والتربية ومكارم الاخلاق .
الى متى سيبقى العقلاء ، والحكماء ، والوجهاء ، والبسطاء ، من ابناء السلط وعباد ، رهائن لمخططات الزعران والعصابات والاجرام ، الذين لا يقدرون تبعات ما يفعلون ، الى متى ستبقى الاجهزة المعنية تقف متفرجة على المشهد المخزي ، الذي ان طال سيسقط فيه ابرياء واعزاء ، لان هؤلاء الجبناء الذين يخططون ، سواء في مكاتبهم او مخابئهم ، لن يطالهم رصاص وسلاح الغوغاء الذين ينفذون جريمة بشعة بحق العلم ، والاهل ، وابناء العمومة .
لقد اصبحت هذه الجامعة " البلقاء التطبيقية " وبالا على ابناء السلط وقراها ، فاصبحت مرتعا لكل شيء سوى العلم ، وتحولت الى ساحة حرب ، لا تعرف ان كان من يذهب اليها من الابناء والبنات ، سيعودون بالعلم سالمين ، ام سيعودون ضحايا او عاهات ، غارقين بدمائهم .
جامعة رهينة لثلة وعصابة تمارس فيها الفشل ، والهمجية ، والعنجهية ، بلا علم ولا أدب ولا أخلاق ، تبحث عن تعويض فشلها تحت ذريعة العصبية والعشائرية والشللية ، بروافد مأزومة ودنيئة ومكشوفة .
ان تحويلها الى جامعة للبنات بوقف قبول الطلبة اعتبارا من الفصل المقبل ، ونقل كلية التخطيط ، واتخاذ الجامعة عقوبات رادعة بحق من تثبت ادانته ومشاركته بمسلسل الاحداث ، ونقل الموظفين والاكاديمين الذين يبحثون عن الشعبيات الرخيصة ، تعد مقدمة لتجفيف البيئة القذرة التي تعد مناسبة لكل متآمر ومغامر ، "وازعر " لم يردعه الدين والتربية والاخلاق .
يا ابناء البلقاء التي تشكل عقدا ودرته السلط حاضرة البلقاء ، المحافظة التي بقيت حصينة ومحصنة برجالها ، عصية على كل المؤامرات ، لا تسمحوا في زمن الرويبضة لجهلة ومأجورين ان يرسموا لها مصيرا يوقع الفتنة والخلاف بين اهلها ، ودعوا صوت العقل والحكمة يغلب على صوت الحقد والكراهية , فما كان أباؤكم واجدادكم دعاة فتنة ، وجراحكم وآلامكم ليست مهرجانات خطابية لتسجيل المواقف .
ان ابناء عباد والسلط الذين تقاسموا لقمة العيش ، والسكن ، في الزمن الجميل , الذي يحاول هؤلاء الجهلة طمس معالمه , لهو اكبر من مؤامراتهم ، ونحن جيل سمع وعاش وتعايش وعشق هذه الصور المشرقه ، وارتسمت اثارها في النفوس والعقول ، صور رسمها الاباء والاجداد من ابناء السلط وقراها ، لم يعرفوا للحقد طريقا ، كانوا خير الاهل ، وخير رفاق الدرب ، افراحنا واحدة ، واتراحنا واحدة ، مصابنا واحد ، والمنا واحد ، فاي فرقة ؟؟ واي تاريخ سيشوه هؤلاء القاصرين خلقا وتربية واخلاقا ؟؟ .
ندعوا الله بالشفاء لكل مصاب ، وان يكون الله عونا لكل ام ذرفت دموع الحرقة والألم ، وفزعت على فلذة كبدها .
حمى الله الوطن ، وحمى الله السلط وقراها من الفتن ، فنحن اهل "كنا وسنبقى" رغم جهل الجهلاء ، فحكمة العقلاء اكبر واسمى من مؤامرات السفهاء والجبناء .