إعصار استراتيجي .. قد يغير وجه المنطقة ؟؟
د.احمد القطامين
25-11-2013 02:21 PM
واخير تم التوقيع على الاتفاق بين ايران والدول الكبرى فيما يخص المشروع النووي الإيراني، وللمرة الأولى تخفق إسرائيل في تسخير الدول الغربية ومنها أمريكا لخدمة مصالحها. وبناء على شروط هذه الاتفاقية فأن ايران ستستمر بالتخصيب المنخفض لليورانيوم والتخلي عن التخصيب المرتفع مقابل استعادة ايران لأموالها المجمدة في المصارف الامريكية والاهم ان ايران تمكنت من انتزاع اعتراف استراتيجي بكونها قوة إقليمية عظمى بكل ما يعنيه ذلك بالطبع من حقائق جديدة على ارض الواقع في المنطقة.
ان هذا الاتفاق يشكل نصرا كبيرا لإيران وحلفاءها في المنطقة وذلك لأن الاتفاق:
1- يسمح بتدفق النفط الإيراني الى أسواق العالم دون قيود مما يعني حلا جذريا لمشكلة السيولة المالية التي سيستخدم جزء منها في تدعيم محور المقاومة في المنطقة.
2- يسمح باستعادة عشرات المليارات من الأرصدة الإيرانية المحتجزة في البنوك الغربية
3- يتيح حرية وعلنية تطوير ايران لقدراتها النووية السلمية التي سترفع من إنتاجية الموارد القومية الإيرانية الى حدود جديدة لم تكن ممكنة سابقا بسبب سرية الإجراءات النووية والعقوبات الصارمة على التكنولوجيا المستخدمة في المفاعلات النووية قبل الاتفاق.
كل هذه المعطيات الحيوية ستتيح لإيران فرصة غير مسبوقة لتعزيز دورها الإقليمي في المنطقة على حساب الدور الذي كان متوقعا لما يسمى محور "الاعتدال العربي" الذي تمت استعادته الى الوجود بعد الإطاحة بالاخوان المسلمين في مصر، وبعد استعادة الحكومة السورية زمام الأمور في سوريا وانتفاء أي شكل من اشكال ضرب سوريا من القوى الغربية مما أدى بالطبع الى تراكم إنجازات المحور المضاد لمحور الاعتدال العربي وعزز قوة واهمية لدور الإيراني فقي المنطقة.
اذن نحن امام تحولات كبرى في المنطقة ستكون من اهم خصائصها الاعتراف الغربي بوجود ثلاث قوى إقليمية عظمى هي إسرائيل وإيران وتركيا. وحسب المعادلة التي تحكم موازين القوة والمصالح في عالمنا المعاصر فأن هذه الامبراطوريات الإقليمية الثلاثة ستتقاسم فيما بينها النفوذ في المنطقة العربية التي تعاني من التجزئة والاضطرابات والتخلف السياسي والاقتصادي المريع وتتصف جميعها بغياب آليات الحكم الرشيد مما يحدث خللا خطيرا في قدرتها على التواجد في مصاف الدول القادرة على حماية اوطانها.
كل ذلك سيؤدي بالطبع الى ان الانشغال الرسمي العربي بتدبير المكائد لإحباط الربيع العربي قد يتوقف لآن المخاطر الكبرى أصبحت الان تأتي من مصادر خارجية اكثر الحاحا وخطرا عليها.
علينا ان ننتظر ونرى...