" الدرس الإيراني " .. هل يعتبر من المختلفون العرب .. ؟!
25-11-2013 02:14 PM
بعد أربعة أيام من المفاوضات الشاقة و القاسية ، و التي انتهت بالموافقة على " اتفاق " يسمح لإيران " بتخصيب " اليورانيوم ، و استمرار عمل " كافة " المنشآت النووية ..، يبدو أن الوصول الى هذه النتائج المتوقعة .. و المبهرة أيضاً أفرحت الشارع الإيراني الذي وقف موحداً خلف بلاده التي اعتبرت حق ايران في تخصيب اليورانيوم لا رجعة عنه ، و انه حق مقدس من حقوق الشعب الإيراني .
حقاً .. أن الإتفاق ما بين ايران و 6 دول كبرى هي : الولايات المتحدة و روسيا و الصين و بريطانيا و فلانسا و ألمانيا ، هو اتفاق أولي ، لكنه يعني الكثير ، فطالما كانت معظم هذه الدول و على الأخص الولايات المتحدة و فرنسا و بريطانيا تقف مع إسرائيل لمساعدتها في ضرب مفاعلات
حقاً .. أن الإتفاق ما بين ايران و 6 دول كبرى هي : الولايات المتحدة و روسيا و الصين و بريطانيا و فلانسا و ألمانيا ، هو اتفاق أولي ، لكنه يعني الكثير ، فطالما كانت معظم هذه الدول و على الأخص الولايات المتحدة و فرنسا و بريطانيا تقف مع إسرائيل لمساعدتها في ضرب مفاعلات إيران النووية .. لكنها و بعد هذا الإتفاق بدأت في الإنصراف و " نهائياً " عن مثل هذه الأهداف العدوانية ..!!
لقد أعلنت إيران ( و على الملأ ) بعد هذا " الإتفاق الوليد " استمرارها في تخصيب اليورانيوم ، و عمل " كافة " المنشآت النووية الإيرانية , إنطلاقاً من هذا " الإتفاق التاريخي " الذي أكد عل " حق " ايران في تخصيب اليورانيوم و بموافقة " دول كبرى معروفة " .. آملة إيران أن يكون هذا " الإتفاق الأولي " أساساً " لإتفاق شامل " .. و نهائي ..!!
نعم ...
لقد تعثرت المفاوضات الإيرانية الدولية هذه لكن " الإصرار الصارم " لإيران على حقها في التخصيب لليورانيوم كسر و حطم جميع العوائق التي وضعتها الولايات المتحدة و فرنسا على الأخص ..، و في النهاية وقفت وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي ( كاثرين أشتون ) و هي محاطة بجميع وزراء الخارجية الذين شاركوا في المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني ، و في مقر الأمم المتحدة بجنيف و أعلنت عن " بيان مشترك " يؤثر على توصل " الجميع " الى " إتفاق " حول خطة عمل ، و بجانبها وقف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي قام بمصافحة الجميع و الفرحة تغمر المكان ..!!
أما في " اسرائيل " فكان يوم التوقيع هناك " يوم الحداد " .. فقد جرى التنديد " بالإتفاق " و وصفته الحكومة الإسرائيلية " بالسيء" معتبرة ايران بأنها قد " حصلت على كل ما تريده .. " و " رفع العقوبات عنها " و أن هذا الإتفاق " سمح " لإيران بمواصلة " تخصيب " اليورانيوم و انتاج مواد إنشطارية تمكنها من " صنع " سلاح نووي ..!!
و هنا أتساءل .. و يتساءل معي كثيرون : ما الذي يمكن أن يستفيده العرب المختلفون من هذا الحدث الدولي الكبير ، و الذي لا يمكن أن يُنجز في " أمة " مقطعة الأوصال في دويلات لا حول لها و لا قوة كأمتنا العربية المختلفة على كل شيء في هذه الأيام .
لقد أصرت إيران و في جميع عهود التاريخ منذ أن كانت امبراطورية ان تبقى موحدة التراب .. و الشعب الإيراني قبل الإسلام و بعده و في زمن الديكتاتوريات و في عهد الشاه أيضاً و حتى عند خضوعها للإستعمار و الهيمنة البريطانية و الأمريكية .. و للتذكير ، فقد قام المسلمون " بخمس فتوحات " لبلاد فارس لم ينجح واحد منها ، و في الفتح السادس دخلها المسامون سلماً لكن بعد اتفاق بين المسلمين و الفرس من شروطه : أن يبقى التراب و الشعب الإيراني الفارسي موحداً ، و أن تبقى اللغة و العادات و التقاليد دون تغيير أو تبديل و أن يترك لإهلها الدخول في الإسلام طواعية .. و هذا ما جرى فقد دخل معظمهم في الإسلام لكن لغتهم و عاداتهم و تقاليدهم و ترابهم الوطني بقي موحداً و كانت هناك اتفاقات مماثلة عند السيطرة البريطانية و الأمريكية على ايران و إبان حقبة حكم الشاه و غيرها ..
فهل يستفيد العرب من الآخرين .. و من الإيرانيين هذه المرة ليكونوا دولة واحدة .. لأمة واحدة يهابها و يخشاها الجميع : القريب .. و البعيد , العدو .. و الصديق ..؟!!