فتح جبهة على الحدود السعودية
د. فهد الفانك
24-11-2013 03:38 AM
الجديد المثير للاهتمام في المشهد العربي البالغ الاضطراب، هو مبررات حزب الله العراقي لاطلاق ست قذائف مورتر على نقطة حدودية سعودية.. فيما يشبه التحرش المقصود، لفتح باب ليس جديداً في الصراع السعودي – الايراني، ولكنه يكشف بعضه المستور باللياقات التي تتقنها الدبلوماسية السعودية وندها الدبلوماسية الايرانية.
يتهم حزب الله العراقي الرياض بأنها تحرض في سوريا ولبنان والعراق، وانها وراء التفجيرات الدموية التي تعصف بهذه الدول، وهو اتهام توجهه السعودية الى ايران وحلفائها في العراق وسوريا ولبنان، على اختلاف اسمائهم ومسمياتهم.
ومكان الصدام على الحدود العراقية – السعودية، هو بمثابة فتح جبهة تعفي الجماعات المسلحة الشيعية في العراق وتعفي المالكي مما يجري على الطرف السني، وتعفي نظام الاسد وحلفاءه في ايران والعراق ولبنان من مسؤولية هذا القتل والتشريد الذي يطال الملايين من السوريين، وترويع لبنان بالتفجيرات المتوالية التي تجعل من الصراع السني – الشيعي حقيقة وهو ليس كذلك!!.
ماذا تريد طهران من فتح موقع جديد للصدام الدموي الذي يجتاح المنطقة؟!.
هل هي واحدة من ابواب ابتزاز الولايات المتحدة والغرب، في عملية العض على الاصابع في جنيف؟ ام ان القصد هو الخروج من عقدة التفاوض على تخصيب اليورانيوم.. الى المساومة على مناطق النفوذ في المنطقة؟
كنا ننبه دائماً الى ان اميركا – واسرائيل – تلوح باخطار السلاح النووي في حيازة نظام مثل النظام الايراني له، لكن هدفها الحقيقي هو تحجيم الهجمة الارهابية الايرانية على المنطقة العربية، في مواجهة مفتوحة على اقتسام ارث المريض العربي!!.
لقد كسبت طهران وحلفاؤها في سوريا ولبنان، جزءاً من المعركة بتردد الرئيس الاميركي في استعمال القوة العسكرية في سوريا، فكانت بذلك تضع انتصارها هذا الى جانب انتصارها في رؤية انسحاب اميركي من العراق، لا يمكن فهمه الا انه الهزيمة والفشل في اقامة نظام سياسي عراقي مستقر، وضمان العراق من تدخل ايران الحتمي في الشأن الداخلي، وتطويعه ليكون جسر العبور البري الى سوريا ولبنان!!.
ان طهران لها حساباتها الخاصة في التعامل مع الولايات المتحدة، وهي تجد ان هذه الحسابات تنتهي كلها في خانة الارباح.. فواشنطن تعتقد انها قادرة على لجم الايرانيين، وبهذا فهي تمنع حلفاءها في المنطقة من العمل الذي تعتقد انه فعّال، وافضل واقل كلفة كما في سوريا!!.
لقد كان الرد السعودي على بيان حزب الله العراقي واضحاً ويذهب الى المصدر الحقيقي للتهديد .. لا حزب الله، ولا جيش المهدي.. وانما ايران!!