عمون - أحمد الملاح - طوى منتخبنا الوطني الأردني صفحة التصفيات وحلم التأهل للمونديال، بعد اقترابه من تحقيق إنجاز تاريخي يتمثل بالوصول لأغلى البطولات الكروية على مستوى العالم، ومنح تأشيرة البرازيل لجارتها الأورغواي والذي تشرفنا بمقابلتها وخوض لقاءين أمام نجومها الرنانة والتي تقدر قيمتها بميزانية دول وحكومات.

ما يزيد عن 850 يوماً قضاها النشامى في خوض التصفيات تناقل من خلالها عبر ثلاث قارات (أسيا، أستراليا، أمريكا الجنوبية) وتعرف على شعوب وثقافات وعادات وقابل منتخبات في كافة المستويات، ومر في تجارب عديدة منها مريرة وآخرى جميلة.

حقق منتخبنا الوطني نتائج مبهرة خلال التصفيات الماراثونية والتي وصلت لـ 20مباراة وما يزيد عن 1830 دقيقة من القتال داخل الميدان الأخضر، أدت لتوحيد الشعب الأردني وتأكيدهم على انتماءهم للوطن ومساندتهم لشباب النشامى في مهمتم الكروية، حين تناسوا مشاكل الحياة من رفع الأسعار وما تملكه "الجيبه" من مال.
ميزة المنتخب الأردني كانت وما زالت بالمدرب العربي وتأكيد روح الوحدة العربية في تحقيق الإنجازات في وقت غاب به أبناء الضاد على الإتفاق سياسياً وفرقتهم المصالح الخبيثة، حيث نجح المدرب القدير "ابن الرافدين" عدنان حمد في رسم الصورة المشرقة للمنتخب الأردني وقادهُ لصنع الهيبة في القارة الصفراء، حيث أوصلنا لنص البئر ومنح حبل التألق للمصري حسام حسن والذي كان أمام تحدٍ صعب في مواجهة أوزبكستان والتي كانت بوابة العبور لأرض السيلستي.

تجربة المنتخب الأورغواني وحصد تعادل تاريخي على أرضه وأمام أكثر من 65 ألف متفرج سيكون لها كبير الأثر في المستقبل القريب، فهي جاءت كبروفة تحضيرية للمشاركة في كأس العالم، ودافعاً قوية لرفع معنويات اللاعبين على مواصلة تقديم الروح القتالية والنتائج المشرفة والغوص في اعماق الاحتراف الحقيقي في كرة القدم، وصحيح أن البطل الأردني لم ينجح في خطف الأميرة الشقراء من احضان والدها "السلطان" بسبب جشع الأخير وتكبره على العباد، ولكني واثق بأن النشمي سيحسن أوضاعه ويتزوج الأميرة ويقيمان شهر العسل في موسكو 2018.