هيلين توماس .. صحفية من المهد إلى اللحد .. !!
عودة عودة
23-11-2013 10:18 PM
قبل حوالي عامين .. أذهلتنا الصحفية الأمريكية العربية الأصل (هيلين توماس) أثناء إجابتها عن سؤال وجه إليها من قبل الحاخام اليهودي ( نيز يانوف) كان يزور الولايات المتحدة في تلك الأيام مفاده: أين سيذهب اليهود إذا أُلحقت هزيمة بإسرائيل عندما فُك عقال جيش عربي في حرب قادمة ..؟!
فأجابت هيلين: أَخبر الإسرائيليين عليهم أن يخرجوا من فلسطين ويعودوا إلى بلادهم وأوطانهم الأصلية في ألمانيا وبولندا والولايات المتحدة وغيرها.. مضيفةً: فلسطين لأهلها العرب الذين عاشوا فيها قبل أكثر من 4 آلاف عام ، لماذا تُرسلون اليهود إلى فلسطين لتقتلوا شعباً عاش هناك قروناً عديدة.. الإسرائيليون محتلون ومجرمون..!؟
لم تخشَ (هيلين) لومة لائم، وكأي صحفي ملتزم عليه أن يقول الحقيقة كل الحقيقة ومهما كانت العواقب والنتائج.. قام الحاخام بنشر ما دار في اللقاء فثارت ثائرة أمريكا ضدها واتهمتها بمعاداة السامية.. فوق ذلك (أُجبرت) على التقاعد على الرغم أنها عميدة الصحفيين في البيت الأبيض.
قامت الدنيا ولم تقعد في البيت الأبيض وقال روبرت غيت الناطق بإسم البيت الأبيض: إن تصريحاتها تستحق العقاب والتوبيخ.. واجهت (هيلين) كل هذا الهجوم بصبر وثبات وكما عرفها زملاؤها الصحفيون في البيت الأبيض على مدى ستين عاماً منذ عهد الرئيس جون كندي إلى عهد الرئيس باراك أوباما.
لقد ردت هيلين الصاع صاعين فقالت: اليهود يسيطرون على البيت الأبيض والكونغرس فلا يمكن لأحد أن ينتقد إسرائيل ولا يعاقب كيف يقولون أنني معادية للسامية وأنا من أصول سامية عربية، لقد قلت الحق كله وأنا مدرك تماماً أنني سأدفع الثمن.. أنا ضد الإرهاب والعنف الإسرائيلي وأتمنى أن ينال الفلسطينيون حقوقهم .
تميزت الصحفية (هيلين) بأسئلتها الجريئة والمحرجة والموجعة أيضاً.. فقد قالت للرئيس الأمريكي بوش الإبن: إنك أسوأ رئيس أمريكي.. لقد فشلت في كل المجالات، لقد قمت بغزو بلد (العراق) لم يفعل لأمريكا شيئاً، وأحرجت الأمريكيين بفظائع التعذيب ووضعت العراقيين في السجون دون تهم وبدون محاكمات لسنوات، إنه طغيانٌ ووحشية، وفي احد المؤتمرات الصحفية سألت الرئيس بوش الإبن: تقول لنا إن الحرب على العراق ليست من أجل النفط وليست من أجل الدفاع عن مصالح إسرائيل فلماذا تذهب إلى الحرب إلى بلد يبعد عن أمريكا أكثر من عشرة آلاف كيلو متر..؟! ،وقالت عن الرئيس الحالي باراك أوباما: إن لديه ضميرا حيا ولكنه من دون شجاعة!؟ وسألته ذات يوم: ما رأيك بالقنابل الذرية الإسرائيلية!؟ فيجيب أوباما: أرجوك.. لا أريد أن أدخل في هذا الموضوع !؟ عروبتها واضحة من آرائها رغم أنها لم تعرف بلدها الأم لبنان وولدت بعيدة عنه في أمريكا العام 1920 التي عاشت طفولتها وشبابها فيها..
وعن سيرة حياتها قالت هيلين: إنها كانت مهتمة بالصحافة منذ نعومة أظفارها تقرأ المجلات والصحف اليومية والأسبوعية وتراسل الصحف وهي دون العاشرة، وسعت بكل جهدها أن تلج باب مهنة المتاعب (الصحافة) وقبلت في البدايات أن تعمل موظفة طباعة في جريدة «واشنطن ديلي نيوز» (مثل أستاذنا المرحوم إبراهيم سكجها)، ثم أتيحت لها الفرصة فيما بعد للعمل في «وكالة يونايتدبرس» إلى أن وصلت البيت الأبيض لتصبح عميدة الصحفيين فيه وتحقق أمنيتها: أن تكون صحفية من المهد إلى اللحد.. و قد انتقلت الى رحمة الله قبل عدة أشهر و ليرحمها الله ..