facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نصل المساء الحزين .. *ناهض الوشاح

23-11-2013 01:02 PM

سريعا يمضي بنا العمر نحو خريف يُطلّ برأسه عبر نوافذ تركناها بالأمس مشّرعة لثرثرة تحملنا في حلم يُدغدغ أجفاناً اتكأت على الظل العابر طويلا ... انسابت كقطرة ندى على وردة حملتُها ذات صباح بين طيّات كتاب كنت أقرأك فيه .

ليتنا ندرك مذاق الغصة قبل أن تمتص الفراشات رحيق الزنابق ... ليتني عشت فوق غيمة أنظر إلى البعيد البعيد ... وأسافر إليه ... سافرت الغيمة ... وعن عينين تشبه الشبق المحموم لسروة تبتهج كلما أوغلت إلى الأعلى... تشبثت روحي بكل خُطوة تحملني إليك .

نغرق فيما سيأتي ... نتوسد الليل سكنا لأجل القابع في زوايا عيون رفّت كجناح طائر لم يجد عشه حتى حنينه الأخير .

نحاول عبثا الرضا ...و قلما نجد ما يرضينا .. يجذبنا الصراخ و يجذبنا التصفيق ... و تجذبنا الأصابع تعزف بسكينها لحنا لم يعزفه بيتهوفن أو باخ .. عزفته فُرقَتُنا... وغنّاه الجهلة فينا و الغائبين في قناعتهم أنهم بشر لهم أيد يبطشون بها و أرجل يمشون عليها .. ليتهم يدركون أنهم كائنات بشرية فقط تدرك بحواسها ... و تنسى عقلها... لعبة مقدرة حتمية الحدوث .. أحجارها كثيرة و لاعبيها ضحايا خدعة الذكاء .

غمامة التهميش تتكئ على أكتافنا ... و الطريق إلى حرية الفكرة مدّنس بالخطايا و العتمة ... زلّة قدمي اليسري فانكسرت ساقي ... لا أحد على يميني سوى عينين تاهت في الآتي ... و زلّ قلبي فانكسرت روحي بين يديك ... سجناء وراء حدود مفتوحة ... و عشاق قلوب أنشئت على تدهور حضارة ترنو بنا إلى صمت لا نعرف أين ندفنه.

نبتكر خيوط واهية ... ننسج منه علة المكوث .. و حتمية الوجود في القاع .
(حلمتُ يوما بأنني فراشة، و الآن لم أعد أعرف ما إذا كنت فراشة تحلم ).
كنت صغيرا .. أرتعش عنادا لما سأصير .. سلكت الطريق أوله .. ناداني الحنين لشيء لا أعلم منتهاه .. وجدت نفسي بلا طريق أعود إليه.

ضائع الهوية .. مجهول الجنسية ... أدخل عالما رائعا .. ألقى عينيك و انسجم بتضاريس جسدك .. أقطع جزءا من الطريق ... ثم نتوه بعضنا عن بعض ونختفي بسرعة أرقام الهواتف ننساها بمجرد مسحها من قائمة من لا يعرفونا.

فواصل كثيرة ترقد علي سياج عالق بين ما هو كان و من سيكون ... و ما هو عليه الآن ... صنعتنا الغربة .. و وقعنا في فخ التساؤل عن هوية طفل عبثت بحياته ظواهر قلوب اكتفت بالعيش بين الظلال... و بقائه بعيدا عن الظلال.

شعائر جنائزية .. متعبون نحن من حِمل على أكتافنا ...لا فائدة من كثرة التحديق .. الوجوه حاضرة و الضمائر مغيبة في عتمة ترضخ لرغبة السواد و الأنانية الجاثمة .. كن ضائعا ... أو أنت سراب في فراغ يفقأ عينيك.

جسدك تملكه .. و روحك ستبقى عالقة في خريف يطول المكوث فيه.
كان بالإمكان البقاء في وطني .. كان بالإمكان مداعبة البحر لأصابع قدمي .. كان بالإمكان الوقوف تحت ظل سروة أكتب على جذعها هنا مررت أتأبط فرحي و صورة محبوبتي.. كان بالإمكان أن لا نكون ما عليه غدا ... ثمة كثير يعرفون ما يريدون .. و ثمة حزن لا يُخطئ طريقه حين نأوي كما الموتى يمارسون طقس رحيلهم .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :