الثلج: ما يجهد من اجله الملك
د.مهند مبيضين
30-01-2008 02:00 AM
بياضا كان فجر عمان ولا زال يتشح بوقار الحكمة، في صباح جديد متزامنا مع ذكرى ميلاد صاحب الجلالة، وفي يوم كهذا يقف الاردنيون مع وطنهم ومليكهم يستذكرون مسيرة الانجاز والتحول التي شهدها الاردن نحو غد مشرق، غدٍ اكثر فاعلية وحضور للفرد الاردني في مسيرة بناء الوطن. وغدٍ عنوانه الاكبر الحياة الكريمة والمعرفة المسنيرة في مواجهة الجهل والتردي والفقر.ليس من جهد اكثر قدرة على الصمود والبقاء اكثر من الجهد الذي يستهدف التغيير في حياة الافراد، وها هو الاردن بقيادة الملك عبدالله الثاني يشهد عصر النهضة الثالثة التي تضع الانسان الاردني بكل اقتدار امام تحديات الراهن ورهانات المستفبل.
يتقدم الاردن كل يوم بخطى وئيدة نحو سجل الحياة الكريمة التي اراد لها الملك ان تكون مصانة ومحترمة برغم كل التحديات التي تواجه الدولة، فها هي المبادرات التي اطلقها تأخذ طريقها للتنفيذ وتسير في المجتمعات التي قامت بها نحو عقد اجتماعي جديد يجعل من الموطنة الاردنية مكتسبا لا سياسيا وحسب، بقدر ما هي استحقاق لدخول الاردن بوابة العالمية في ميادين كثيرة ومنها المعرفة والحريات والتنمية والاقتصاد المتين.
في يوم مثلج، وهو الاخير من ايام المربعانية المباركة اطل الفجر الاردني بكل ما فيه من هيبة الاقتدار على تجاوز المحن ورد الصعاب، فقبل شهر كان القنوط يتسرب إلى الناس بان المربعانية دخلت وفي اول عشرة ايام منها كان الصقيع عنوانا لمعاناة قطاع واسع من المزارعين ومربي الماشية وغيرهم، ولكنها الرحمة السماوية التي جاءت بنذر الخير قبل اسبوع واتمتها اليوم الاربعاء، لتعيد الأمل من جديد إلى شريحة واسعة من المواطنيين الذين يعتمد اقتصادهم على الامطار سواء في المزروعات او مربي المواشي.
تعيد ثلجة 2008 إلى الأذهان ثلجات اخرى مررن بالاردن كان اكبرها واضخمها ثلجة العام 1992 حين استمرت الثلوج نحو اسبوع، يومها كانت الظروف السياسية التي مر بها الاردن آنذاك صعبة جدا، بسبب الظرف الاقليمي بعد حرب الخليج وبدء عملية السلام، وخيارات النفط التي كان الاردن يواجهها وكان العراق يومها ما زال يواجه دمار الحرب. ومع ذلك مضى الاردن كبيرا دون وجل ودون حساب.
مضت التحديات ومضى الاردن قدما برغم كل ما قيل من فقدان لعلاقات وطيدة مع الصف العربي، وها هو الاردن اليوم في ظل مليكه وفي يوم ميلاده، اكثر عنادا في مواجهة تحديات اكثر جسامة واكبر اثرا، وسيظل الاردنيون يرون الأمل كلما حدقوا بوجه مليكهم، وبأن الحياة معركة وأن التسلح من اجلها لا يكون إلا بالمعرفة. التي تعتبر اكبر رأسمال اجتماعي وطني حصّله الاردن وما زال ماضيا نحو تعزيزه وهو ما يجهد من اجله الملك.
لو أراد الملك هدية، لما وجد أخير من هدية السماء لشعبه، هم ايضا الاردنيون تكبر نفوسهم اعتدادا بملكهم، وفي فجر غدهم ملك يمضي كل يوم، يحمل الخير إليهم ويسير بهم إلى حياة افضل.