عندما تحدثت في المقالة السابقة عن صورتنا في الخارج ومن المسؤول عن تشوهها تلقيت تعليقا من أخ فاضل أخذ من الموضوع جانبا يتعلق بالبداوة من حيث هي امتياز!! على حد تعبيره وأنها تحظى بمقاعد نيابية أكثر من غيرها ...الخوعبارة البداوة امتياز أثارت فيّ الرغبة في العودة إلى الصورة ذاتها والتي شكلت الدراما الأردنية جانبا منها بشكل مشوه.. فالقائمون على الدراما يهرفون بما لا يعرفون ، والبداوة عندهم فرس وغدير وعاشقة وعاشق وربابة ودحية.. وراع متآمر.. وبيت شعر.. وصاج للخبز.. وباحث عن ثأر هدفه في الحياة رأس كليب أو غليص أو غيره من الأمساخ التي يجسدها ممثلون يرتدون ملابس مضحكة.. وينطقون لهجة هجين ( هكذا يكون المسلسل بدويا عندهم)
1- أنا أسأل القائمين على الدراما
أين أعمالكم من البدو الذين تحاصرهم الثلوج حتى تنفق مواشيهم؟
والذين يشربون الماء الملوث؟
الذين يموت أطفالهم بالحصبة؟
الذين يشترون الأعلاف من السوق السوداء؟
الذين يدرس أبناؤهم في مدارس مجمعة ويسير أطفالهم كيلومترات حتى يصلوا المدرسة أو يجدوا من ينقلهم بالتراكتورات؟
الذين يذهبون على ظهر البهيمة إلى عيادة ـ شبه طبية ـ نفدت أدويتها منذ زمن ورفع طبيبها المتخرج حديثا ألف طلب نقل؟
الذين يمنع أبناؤهم المميزون من الترشح للبرلمان في المدن بسبب الكوتا كما (حصل مع مشهور الجازي)؟
الذين يعمل أبناؤهم حراسا ومراسلين و(قطاريز ومطارزية)حين لا يجدون عنزا يحلبونها؟
2-عن أي امتياز بعد ذلك تتحدث أيها العزيز؟ حين تسلب الحياة هل زيادة مقاعد البرلمان امتياز؟
3-ما أفهمه أن المسلسل حين يوصف أنه بدوي ينبغي أن يعكس حال البدو، أما ما تقدمونه فهو مسلسل (بدائي) بإطار يشبه البيئة البدوية من الخارج فقط.. أي في الشكل، لكن داخله يعكس حالا هجينة تشبه مجتمع النور (ليس هذا إساءة لمجتمع النور، فلكل مجتمع ملامح) وأنتم لم تسموا أيا من أعمالكم (مسلسل نوري) كي تكونوا صادقين مع أنفسكم،
لقد (كنت) ناقدا دراميا في (الزمانات) وكنت أستحي أن أكتب عن عمل أردني سواء أكان مما تسمونه بدويا أو مما تزعمون أنه (موديرن) أو مما تسمونه كوميديا.. (وللكوميديا مقال قادم)
الكوميديا الحقيقية هي أنتم
أما صورتنا في الخارج فسأكمل حلقاته تباعا