facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




شوارع بلا أرصفة وأرصفة بلا مشاة


بلال حسن التل
20-11-2013 02:11 AM

أرصفة الشوارع واحدة من أهم مظاهر التنظيم العمراني للمدينة المعاصرة. وهي في الوقت عينه مؤشر من مؤشرات درجة الرقي والتمدن التي وصل إليها سكان هذه المدينة أو تلك. ولكنها قبل ذلك حق من الحقوق الأساسية للمواطن، ليس ليتمتع بمدينة جميلة ومنظمة فقط.. بل لحماية حياته. فبدون الرصيف يضطر المشاة للسير في حرم الطريق مما يعرض حياتهم لمخاطر الدعس من قبل المركبات المستخدمة لذلك الطريق، ومن ثم فإن الاعتداء على الرصيف هو في جوهره اعتداء على حق المواطن في مشي آمن يحمي حياته من خطر الموت.

أو من خطر الإصابة الدائمة، جراء خطر الدعس الذي قد يداهمه في أي لحظة، من لحظات سيره داخل حرم الطريق وهو ما تشهده مدننا عشرات المرات في كل يوم، بعد ان صار المواطن في بلدنا محرومًا من حقه بأرصفة شوارع بلاده، التي صارت تستخدم لكل شيء إلا للهدف الذي وجدت من أجله كممر آمن للمشاة. ففي مدننا، وخاصة عمان، تحولت جلّ أرصفة الشوارع الرئيسة إلى معارض لبيع السيارات، مما يجعلنا نسأل: من الذي خوّل تجار السيارات حق تحويل الأرصفة أمام متاجرهم إلى معارض لمئات السيارات المعروضة للبيع؟ والتي بسببها حرمت شوارع كاملة من الأرصفة التي صارت جزءًا من معارض بيع السيارات. فهل تقوم أمانة عمان بتأجير أو ترخيص هذه الأرصفة كمعارض للسيارات؟ وهل من حق أمانة عمان ان تحرم المواطن من حقه بالسير الآمن على الأرصفة؟.

غير اعتداء معارض السيارات على أرصفة المشاة في عمان وغير عمان من المدن الأردنية، فإن كثيرًا من أصحاب المصالح التجارية وغير التجارية يعتدون هم الآخرون على أرصفة الشوارع، ويحولونها إلى مواقف لسياراتهم طيلة ساعات عملهم، والتي تستغرق كل ساعات اليوم ممّا يحرم المواطن من حقه الطبيعي بالسير الآمن على الأرصفة، وهنا يبرز قصور آخر لأمانة عمان ولبلديات المدن التي استبدلت شرط وجود كراجات للسيارات في المباني ببدل مالي تتقاضاه الأمانة أو البلدية، وتكون النتيجة حرمان المواطن من حقه برصيف يحميه من مخاطر المشي في حرم الشارع وبين المركبات حيث يكون عرضة لخطر الدعس.

لا يقتصر سوء استخدام الأرصفة في عمان وسائر مدننا الأردنية على تحويلها إلى كراجات، سواء للسيارات المعروضة للبيع أو لسيارات أصحاب المصالح، فهناك اعتداءات أخرى كثيرة على الأرصفة، من أبرزها وأشهرها هذه البسطات التي تحتل مساحات واسعة من أرصفة الشوارع الرئيسة في المدن الأردنية، والتي تشكل اعتداء صارخًا على القانون، وعلى حق المواطن في المشي الآمن على الرصيف، وعلى المظهر الحضاري للمدينة، مثلما تقدم دليلاً ماديًا ملموسًا على تقصير وقصور الأمانة والبلديات في تطبيق القانون، الذي يمنع هذه البسطات من إشغال الأرصفة، علماً بأن جزءًا من هذه البسطات هي ملك لأصحاب المحلات القائمة على هذه الأرصفة، وهذه البسطات ليست الاعتداء الوحيد لأصحاب المحلات التجارية على الرصيف، فالكثير من هؤلاء يحولون الأرصفة أمام محلاتهم إلى مجالس أنس وسمر لهم ولأصدقائهم، خاصة في فترات المساء مما يحرم المواطن من حقه في هذا الرصيف، أو في أقل الأضرار خدشًا لحياء المارة، خاصة من السيدات وقد زاد الطين بلة ان هناك من يحول الأرصفة إلى مقاهٍ فعليه تقدم فيها الأرجيلة وسائر المشروبات الأخرى، وهو اعتداء صارخ على حق المواطن في هذه الأرصفة واعتداء على القانون، وعلى المخطط التنظيمي للمدينة، وعلى مظهرها الحضاري وخاصة من الناحية الجمالية.

كثيرة هي الاعتداءات على حق المواطن في المشي الآمن على الرصيف. فبالإضافة إلى ما تقدم، هناك الحفريات لهذه الأرصفة التي تقوم بها المؤسسات الرسمية المختلفة، مثل الأمانة، والبلديات، والمواصلات، والكهرباء، ثم لا تعيدها إلى ما كانت عليه، مما يعطل إمكانية السير عليها في كثير من الأحيان. فإذا أضفنا إلى ذلك حالة النظافة المزرية لهذه الأرصفة جراء تراكم القاذورات فوقها، أو جراء وضع حاويات القمامة عليها، عرفنا حجم معاناة المواطن من الاعتداءات على حقه بالرصيف. وهي الاعتداءات التي تمثل إعلانًا صارخًا على عدم تطبيق القانون من قبل البلديات، وفي مقدمتها أمانة عمان مثلما انها جعلت شوارعنا بلا أرصفة، وجعلت أرصفتنا بلا مشاة، فقد صارت أرصفة عمان وسائر مدننا تستخدم لكل شيء إلا للمشي.
(الرأي)





  • 1 فارس سليم 20-11-2013 | 02:54 AM

    لا ننسى أيضا أن أمانة عمان الذكية زرعت أشجار الزيتون (التي تقتل الناس بالحساسية ولا فائدة مرجوة منها) على الأرصفة التي لا يزيد عرضها عن 30 سم. انظروا الى شارع الاستقلال كمثال وهلا يستطيع الانسان أن يسير على الرصيف مع وجود هذه الاشجار؟؟؟!!!

  • 2 عالم ثالث ...... 20-11-2013 | 02:55 AM

    عالم ثالث ........,لم ينجح حتى بالتقليد

  • 3 عامر عمر محمد 20-11-2013 | 10:13 AM

    صح لسانك والله كلامك عسل يا ليت كلماتك تكون لها اذانا صاغية بارك الله فيك يا استا

  • 4 ابو العبد 20-11-2013 | 11:26 AM

    اشكرك اخى الكاتب على ما ذكرت تصوروا ايها السادة ان اصحاب المحلات تعلق البضاعة بشكل لما تمر على الرصيف لازم تنحنى حتى تمر وكثير من اصحاب المحلات عندة عرباية يضع عليها البضاعة الا داخل المحل وتعرض بواسطة شخص ليس على الصيف ولكن فى حرم الشارع عدا عن العربايات الاخرى التى تعد بالمئاة على البلديات ان تجمع هؤلاء فى اماكن خاصة بهم الى متى هذة الفوضى التى تسىءالى مددننا زرت عدة دول لم نشاهد ما يحصل عندنا من اهمال من قبل المسولين اذا لم تقدر تقوم بواجبك اترك الموضوع لغيرك واللة يهدى الجميع والعيب فينا

  • 5 muhajer 20-11-2013 | 02:47 PM

    بل إن زراعة الأشجار من أسوء الممارسات الخاطئه

  • 6 الأمانة نايمة 20-11-2013 | 08:05 PM

    نعتذر...

  • 7 احد العامة 20-11-2013 | 09:57 PM

    كلام في محله
    الأرصفة وحتى فب الاحياء الراقية كعمان الغربية الراقية باتت مشغولة باشجار زيتون وزينة وما شابه
    يعني احواض زينة وليس ارصفة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :