دول الخليج ومديونية الأردن!
شحاده أبو بقر
19-11-2013 12:49 PM
كعادته دائماً يبدع الدكتور محمد المسفر مشكوراً في مثابرته على فتح عيون اشقائنا في الدوائر الرسمية الخليجية على الأهمية الكبرى للأردن بالنسبة لامن دولهم الوطني والقومي عموماً، وللمصالح العليا للنظام الرسمي العربي في الشرق العربي كله!.
قلنا سابقاً ونقول مجدداً أن سد المنافذ المؤذية كلها استراتيجياً سواء بالنسبة لدول الخليج العربي او للأردن، هو بالانضمام التام للأردن الى منظومة مجلس التعاون الخليجي، ففي هذا مصلحة استراتيجية عليا سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً للجميع بلا استثناء، ومن يتابع التطورات المذهلة التي تشهدها المنطقة والتي لم تكن تخطر ببال احد حتى وقت قريب، لا بد يدفع وبقوة باتجاه هذا الأمر، ومن يراقب الاتصالات الجارية سراً وعلناً بين القوى الكبرى وبعض دول المنطقة وما يمكن ان ينجم عنها من تفاهمات مصيرية او حتى صدامات مسلحة، لا بد وأن يدفع كذلك في الاتجاه ذاته!.
ليتصور اشقاؤنا في الخليج العربي لو ان الاردن بدولته ونظامه وشعبه كان حالة أخرى بجوارهم، ماذا سيكون عليه الحال بالنسبة لهم، وهو تصور لا شك ينطوي على استنتاجات اقل ما يمكن ان يقال فيها انها مختلفة حقاً وفي الاتجاه الذي لا يريحهم.
استقرار الاردن وقوته مصلحة خليجية تماماً كما هي مصلحة اردنية، وهذا يستدعي بالضرورة موقفاً اكثر حزماً وتفهماً لحاجات الأردن كدولة ذات مديونية خارجية عالية، ومعاناة مرهقة جراء الفقر والبطالة والالتزامات الاقليمية والدولية الخاصة باللاجئين وسائر مخرجات الصراع الدائر في المنطقة، وستكون خدمة للمصالح الذاتية ومصالح الأردن، إن بادرت دول الخليج الشقيقة الى تسديد المديونية الاردنية كاملة، ودعم الاردن بمبالغ كبيرة تمكيناً له من الصمود والتصدي وبناء اقتصاد وطني مكين وتنمية شاملة، وضمان مجانية التعليم والتداوي وكسر شر الغلاء ورفع الرواتب، فكل ذلك يصب في المصالح العليا لسائر دول الخليج العربي الشقيقة، بالتوازي تماماً مع المصالح الاردنية ذاتها.
تملك دول الخليج الشقيقة المال، "زادهم الله من فضله"، وما فائدة المال إن لم يوظف في خدمة الذات وفي مواجهة التحدي، خاصة في هذا الوقت العصيب الذي لا يملك أحد فيه، خاصية التنبؤ بما سيكون عليه مصير المنطقة والإقليم كله!.
والله من وراء القصد.