افتتاح مشروع الطاقة الشمسية الثاني بـ"الهاشمية"
18-11-2013 04:02 PM
عمون - ضمن رؤية إدارة الجامعة الهاشمية في جَعِل الجامعة سباقة في بحوث وتطبيقات الطاقة المتجددة ولاسيما الطاقة الشمسية، افتتح رئيس الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور كمال الدين بني هاني "مشروع الطاقة الشمسية البحثي الثاني الريادي" بقدرة (30) كيلوواط (30Kw) في حرم الجامعة؛ بما يعادل تقريباً استهلاك شهري (4500) كيلواط بكلفة تتجاوز ألف دينار شهريا، ويتكون المشروع من أربعة أنظمة بحثية حديثة في الطاقة الكهربائية المولَّدة من الألواح الكهروضوئية (Photovoltaics (PV، ويهدف المشروع إلى دراسة الكفاءة العملية لأنظمة المُتَتَبِعَات الشمسية (Trackers) وهي أنظمة متحركة تبعاً لحركة الشمس، ومقارنتها بالأنظمة الثابتة في مجالي الأنظمة الموصولة بالشبكة الكهربائية والمفصولة عنها التي تقوم بتخزين الطاقة لحين استخدامها. ويؤكد المشروع ريادة الجامعة الهاشمية كبيت خبرة في مجال بحوث وتطبيقات الطاقة الشمسية حيث تُعد الطاقة الشمسية من أهم المصادر المتجددة للطاقة والتي يسعى الأردن لاستغلالها بشكل أكبر خلال السنوات القادمة.
ويأتي هذا المشروع استثمارا للطاقات والكفاءات العلمية والبحثية التي تزخر بها كلية الهندسة في الجامعة، وتوفيرا في فاتورة الطاقة الكهربائية المتزايدة عاما بعد آخر، واستغلالا لخصوصية موقع الجامعة الجغرافي المترامي الأطراف الواقع شرق مدينة الزرقاء في بيئة عالية الإشعاع الشمسي.
وحضر حفل الافتتاح أعضاء مجلس العمداء في الجامعة، وعدد من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية وطلبة الجامعة.
ويتألف المشروع من (6) ألواح وخلايا شمسية هدفها جمع الإشعاع الشمسي بكفاءة عالية جداً، (3) منها موصولات بالشبكة بحيث يقمن بتغذيتها بالطاقة بشكل مستمر، و(3) أخريات يقمن بجمع الطاقة وتخزينها لحين استخدامها. وسيتم خلال المشروع إجراء المقارنة بين أربعة أنظمة: متحرك يُتابع حركة الشمس وموصول باستمرار بالشبكة الكهربائية، ومتحرك مفصول يقوم بتخزين الطاقة، وثابت موصول، وثابت مفصول، لمعرفة أي الأنظمة أنسب لموقع الجامعة وجغرافيتها، ودراسة التأثيرات الحرارية والبيئية قبل المباشرة بتنفيذ المراحل الثالثة والرابعة والخامسة من مشاريع الطاقة الشمسية الكبيرة في الجامعة بقدرة إجمالية (5) ميغاواط (MW (5 والتي تم طرح عطاؤها خلال هذا العام والمقرر المباشرة بتنفيذها مطلع العام القادم والتي تعد من أهم مشاريع الجامعة الطموحة المتوقع أن تزود الجامعة بالطاقة الكهربائية لمدة (25) عاما قادمة.
وتضمن المشروع الحالي، أنظمة للمراقبة وجمع البيانات والقراءات من أجل الدراسة والبحث والمقارنة عن طريق الفريق القائم على المشروع بحيث يمكن من متابعته والسيطرة عليه عن طريق ربطه بشبكة الإنترنت مباشرة.
وتم ربط الألواح الكهروضوئية بمحولات كهربائية متخصصة بتحويل الطاقة من تيار ثابت إلى تيار متردد لتغذية مبنى رئاسة الجامعة بالطاقة الكهربائية بالكامل وعلى مدار العام.
وقد تم تصميم المشروع بطريقة وظيفية وجمالية بواسطة عناصر إبداعية فريدة ومنها التخطيط الحضري التكنولوجي (Urban Technology) حيث تم دمج عناصر التكنولوجيا وبالتحديد المتتبعات الشمسية كتكنولوجيا طاقة شمسية متقدمة وإدخالها ضمن النسيج الحضري للجامعة، بحيث تكون العملية التكاملية مبنية على أسس تقييم الأثر البصري (Impact Visual) والمعتمدة على تجسيد الكتلة بارتفاعها ولونها وملمسها ومواد الإنشاء المستخدمة فيها بحيث يكون المخرج متمازج تقبله عين الناظر وينسجم مع بيئة المكان.
وأعرب الأستاذ الدكتور كمال الدين بني هاني رئيس الجامعة في كلمة له خلال حفل الافتتاح عن فرحه وغبطته بتحقق رؤية الجامعة على أرض الواقع بتوطين تكنولوجيا الطاقة الشمسية لإيجاد حلول جذرية وملموسة لأزمة الطاقة في أردننا الحبيب. وقال أن هذا المشروع "يعد الأكبر من نوعه في الأردن"، والذي يتميز باستخدامه آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا التطبيقية العالمية في دراسة الأثر البيئي والموقع الجغرافي والجدوى الاقتصادية لنظم الطاقة الشمسية الثابتة والمتتبعة للشمس، سواء الموصولة أو المنفصلة عن الشبكة الكهربائية.
وأضاف الدكتور بني هاني: "إن إيمان الجامعة بمسؤوليتها الوطنية في إيجاد الحلول المجدية ونقلها من خانة المستهلك غير الفعال إلى خانة الفاعلية في إيجاد الحلول العملية، فقد قامت الجامعة باتخاذ خطوات ريادية وجريئة في العمل على تحويل الحرم الجامعي كاملاً للاعتماد على الطاقة الشمسية. حيث سيتم استخدام جزء كبير من الألواح الكهروضوئية مستقبلاً لتوفير مساحات كبيرة من المناطق المضللة للمشاة والسيارات مما يجعل الحرم الجامعي فريدا من نوعه على المستوى العالمي".
وقال الدكتور شاهر ربابعة عميد كلية الهندسة/ مدير دائرة المشاريع الهندسية/ مدير المشروع: إن هذا المشروع يعد من المشاريع الريادية على مستوى المنطقة العربية والشرق الأوسط حيث تم تصميميه وتوظيفه بطريقة هندسية ومعمارية فريدة حيث تم الدمج الفراغي بين العناصر البيئية والمتتبعات الشمسية من حيث الارتفاع، واللون، والملمس بحيث تشكل في النهاية هوية معمارية تكنولوجية متقدمة خاصة بالجامعة الهاشمية.
وأضاف أن الجامعة الهاشمية لها بيئتها الخاصة من حيث المؤثرات البيئية الخارجية المتضمنة تلوث الهواء والغبار إضافة إلى حدة السطوع الشمسي وعدد الأيام المشمسة على مدار العام، وقد جاء هذا المشروع حاملا هدفين، الأول هو اعتيادي محض بتوفير الطاقة الكهربائية من خلال الخلايا الكهروضوئية، أما الهدف الثاني فهو بحثي بالكامل بحيث يكون أداة قياس بحثية ضابطة لمعايير ومقاييس تمكن الجامعة من اختيار الأنظمة الأنسب والمتوافقة مع المعطيات البيئية لموقع الجامعة.
وتم الإشراف على المشروع من أعضاء هيئة تدريس في كلية الهندسة برئاسة الدكتور شاهر ربابعة عميد كلية الهندسة/مدير دائرة المشاريع الهندسية، وعضوية كل من: الدكتور أحمد غندور، والدكتور بشار حماد، والدكتور محمد العابد، والمهندس صايل نصير مدير دائرة الهندسة والصيانة في الجامعة.
يذكر أن هذا المشروع هو الثاني في مجال الطاقة الشمسية الذي تنفذه الجامعة الهاشمية حيث تم إنشاء المشروع الأول قبل حوالي عام وهو "مشروع مظلات الطاقة الشمسية" الذي يعد الأول من نوعه على مستوى المملكة باستخدام تقنية الألواح الكهروضوئية الفلمية الرقيق (Thin-film Photovoltaic Panels) لتوليد الطاقة الكهربائية، وخدم المشروع عدة وظائف هندسية ومعمارية كمظلات لاصطفاف السيارات داخل الجامعة (Solar Car Parking) بالإضافة لتوليد الطاقة الكهربائية.