تحطم طائرة بوينج اثناء هبوطها في كازان الروسية
18-11-2013 09:31 AM
عمون -(رويترز) - تحطمت طائرة بوينج 737 لدى هبوطها في مدينة كازان الروسية اليوم الأحد مما أودى بحياة من كانوا على متنها وعددهم 50 شخصا وسلط الضوء على السجل السيء في مجال سلامة النقل لشركات الطيران الروسية التي تسير رحلاتها على الخطوط الداخلية في اكبر دول العالم مساحة.
وكان ابن رئيس اقليم تتارستان الغني بالنفط ورئيس جهاز المخابرات الروسية في الاقليم ضمن قائمة الركاب الذين لقوا حتفهم عندما انفجرت الطائرة وتحولت الى كرة لهب لدى ارتطامها بارض مدرج المطار.
وأظهرت الصور التي التقطت فيما يبدو بعد أن أخمد رجال الإطفاء الحريق حطام الطائرة المحترق وقد تناثر على مساحة واسعة. ونشر التلفزيون الروسي لقطات غير واضحة تظهر وميضا مبهرا من الضوء. كما نشر صور بقايا جسم الطائرة وقد وقف أمامه رجال الإطفاء.
وقال مسؤولو طواريء إن الطائرة التابعة لشركة طيران تتارستان والقادمة من موسكو كانت تحاول العدول عن محاولة الهبوط والقيام بمحاولة ثانية عندما تحطمت وقتل جميع ركابها وعددهم 44 إضافة الى طاقمها المكون من ستة أفراد.
وقال المسؤولون إن الطائرة أقلعت في رحلتها رقم 363 من مطار دوموديدوفو في موسكو الساعة 6.25 دقيقة مساء (1425 بتوقيت جرينتش) وتحطمت بعد ساعة تقريبا من اقلاعها. والطائرة المؤجرة عمرها 23 عاما.
وطبقا لروايات شهود عيان فإن الطائرة كانت تهبط بسرعة فائقة وانفجر خزان وقودها لدى ارتطامها بالأرض.
وذكرت تقارير محلية ان الرياح كانت قوية والسماء ملبدة بالغيوم فوق المطار الواقع في وسط روسيا. وكانت درجات الحرارة أعلى من الصفر بقليل. وأوقفت السلطات الرحلات الجوية من المطار واليه حتى ظهر غد الاثنين.
وكازان الواقعة على بعد 800 كيلومتر شرقي موسكو هي عاصمة اقليم تتارستان ذي الاغلبية المسلمة والغني بالنفط. وكان قد تم تشييد ممر جديد في المطار قبل استضافة دورة الالعاب الطلابية بالمدينة في وقت سابق هذا العام.
وتستضيف روسيا دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في مدينة سوتشي الجنوبية اوائل العام القادم.
وطبقا لقائمة الركاب التي أكدت حكومة الاقليم صحتها كان من بين قتلى الحادث اريك ابن رئيس تتارستان رستم منيخانوف ورئيس جهاز الأمن الاتحادي في الاقليم الكسندر أنتونوف.
وتشير بيانات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) الى أن روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق سجلت مجتمعة واحدا من اسوأ معدلات الامان الجوي في العالم في عام 2011 اذ بلغ اجمالي معدل الحوادث ثلاثة امثال المتوسط العالمي تقريبا.
وفي تعليق على حسابه على تويتر قدم رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف تعازيه لأقارب الضحايا اليوم الأحد ووصف الحادث بأنه "ماساة مروعة".
واذاع التلفزيون الرسمي صور امرأة تطالع قائمة اسماء الركاب التي علقت خارج المطار ثم انهارت باكية بعد أن تعرفت فيما يبدو على أحد ذويها.
ورفض مسؤولو شركة بوينج التعليق فورا على ملابسات الحادث لكن الشركة أصدرت بيانا قالت فيه "قلوبنا مع أولئك الذين تأثروا بحادث تحطم طائرة شركة طيران تتارستان. بوينج مستعدة لتقديم مساعدة فنية لسلطات التحقيق اثناء تحقيقها في الحادث."
وتمتد روسيا عبر تسع مناطق زمنية من بحر البلطيق إلى المحيط الهادي وبها مناطق شاسعة من الاراضي غير المأهولة مما يجعل كفاءة السفر بالطيران والسكك الحديدية أمرا مهما على وجه الخصوص لاقتصاد البلاد.
وابان العهد السوفيتي كانت شركة ايروفلوت تحتكر فعليا صناعة الطيران ولكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ظهر عدد كبير من الشركات الخاصة الصغيرة.
وقال متحدث باسم هيئة الطيران الاتحادية الروسية (روسافياتسيا) ان السلطات ستبحث عن الصندوقين الاسودين للرحلة.
وقال المتحدث سيرجي ايزفولسكي "لمست الطائرة الارض وانفجرت لتتحول إلى كتلة لهب.. سبب الحادث غير معروف حتى الان."
وكانت الطائرة قامت بهبوط اضطراري في 26 نوفمبر تشرين الثاني العام الماضي بسبب مشاكل في مستوى الضغط داخل الطائرة بعد اقلاعها بقليل ولم يصب أحد بأذى آنذاك.
وقال الاتحاد العام الماضي ان معدل الامان الجوي العالمي تحسن لكن معدلات الحوادث ارتفعت في روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.
وفي ابريل نيسان 2012 قتل ما لا يقل عن 31 شخصا عندما تحطمت طائرة ركاب روسية بعد قليل من اقلاعها في سيبريا.
وفي سبتمبر ايلول 2011 تحطمت طائرة ركاب من طراز ياكوفليف ياك-42 وعلى متنها اعضاء فريق شهير لهوكي الجليد بعد قليل من اقلاعها واشتعلت فيها النيران قرب مدينة ياروسلافل الروسية مما اسفر عن مقتل 44 شخصا.