النشامى: يجب أن تستمر المسيرة
باتر محمد وردم
16-11-2013 01:51 AM
من الطبيعي جدا أن يشعر الجمهور الأردني المتابع للمنتخب الوطني، مثل بقية الرأي العام في البلاد بمشاعر متناقضة وعميقة بعد الخسارة الكبيرة التي تلقاها منتخبنا أمام الأورجواي في عمان في ذهاب الملحق النهائي للتأهل إلى كأس العالم. صحيح أن الغالبية العظمى من الناس لم تكن قد سقطت في الاندفاع والعاطفة التي تقود إلى توقع الفوز على فريق قوي جدا ويمتلك مهارات وخبرة كبيرة مثل الأورجواي ولكن أحدا لم يكن ينتظر مثل تلك النتيجة القاسية.
في حال إعادة التفكير الهادئ في وقائع المباراة فإن هنالك الكثير من المفارقات التي يجب ذكرها والتي يمكن أن تشكل محاولة لفهم ما حصل وتدارك تكرار اخطاء شبيهة في المستقبل. الخسارة بخمسة أهداف كانت نتيجة قاسية جدا وفي الواقع غير متناسبة مع الإحصائيات الرسمية للمباراة. منتخب الأورجواي سدد على المرمى 8 مرات سجل منها 5 أهداف ومنتخبنا سدد 7 مرات بدون تسجيل. نسبة الاستحواذ لمنتخبنا كانت حوالي 50% وهي نسبة جيدة جدا ولكنها لم تثمر عن أهداف وكذلك الأمر الضربات الركنية التي بلغت 8 ضربات ركنية لمنتخبنا مقابل اثنتين فقط للأورجواي. نقطة الضعف الرئيسية في منتخبنا كانت في خط الدفاع حيث كانت الأورجواي تسجل تقريبا في كل مرة تسدد فيها وهذا يعكس ايضا دقة إنهاء الهجمات لدى فريق يلعب نجوم الوسط والهجوم فيه في أقوى الفرق الأوروبية مثل ليفربول وباريس سان جيرمان واتلتكو مدريد مقابل حراس ومدافعين يلعبون في الأندية المحلية.
ربما لا يدرك الكثيرون ايضا أن منتخبنا الذي لعب ضد الأورجواي افتقد جهود سبعة لاعبين من الفريق الذي هزم اليابان وأستراليا ولأسباب مختلفة منها الإيقاف الرسمي أو الإصابة أو اختيارات المدرب. لم يسبق في تاريخ كرة القدم في العالم أن أضطر حارس مرمى للعب مباراته الدولية الأولى في أصعب مواجهة في تاريخ منتخب بلاده وكذلك أن يلعب قلب دفاع في ناد محلي عمره 19 سنة في مواجهة لاعبين تبلغ قيمتهما 100 مليون دولار وهما سواريز وكافاني. وضع لاعبين بدون خبرة في مثل هذه المواجهة كان الخطأ الأكبر الذي ارتكبه المدرب حسام حسن والذي كان يمتلك لاعبين في الاحتياط يتمتعون بخبرة دولية أفضل مثل لؤي العمايرة وعبد الله ذيب وشادي أبو هشهش وبهاء عبد الرحمن، بينما استعان بمصعب اللحام وثائر البواب في وقت متأخر وكانت لهما مساهمة حقيقية في الضغط على دفاع الأورجواي.
منتخبنا الآن في موقف صعب قبل مباراة العودة في الأورجواي أمام جمهور متحمس في الملعب الذي استضاف أول كأس عالم في التاريخ عام 1930 وأمام نفس التشكيلة القوية التي وعد مدرب الأورجواي بإشراكها احتراما لجمهوره. ولكن المرحلة الأصعب ستكون بعد ذلك حيث سيعود المنتخب إلى استحقاق تصفيات كاس أمم آسيا وستكون كافة المنتخبات الأسيوية متحمسة جدا لهزيمة منتخبنا بعد وصوله إلى هذه المرحلة من التطور الدولي.
غضب الجمهور والشارع الأردني على المدرب واللاعبين مفهوم، ولكن من المهم تجاوز الغضب من هذه النتيجة إلى الفخر بما حققه الفريق ومحاولة استعادة الثقة بسرعة تحضيرا للمواجهات القادمة. الأردن وصل إلى مستوى الخمسة الكبار في آسيا والمهمة الآن هي الحفاظ على هذه المكانة واستثمار المواهب الشابة الجديدة وعدم القضاء على فرصها القادمة بسبب التجربة القاسية التي تعرض لها الفريق أمام الأورجواي.
شكرا للنشامى على الفرح الذي منحونا اياه في آخر سنتين، والمسيرة يجب أن تستمر.
(الدستور)