خسارتنا الحقيقية .. فشلنا في قراءة الفوز!
د. وليد خالد ابو دلبوح
15-11-2013 07:05 PM
د. وليد خالد أبودلبوح
صدمتنا ليست في الخسارة... بل في فشلنا في قراءة الفوز!
ان ما يجمع لاعب واحد منهم من الاموال في الشهر في حصص التدريب... يفوق مما يجمع جميع لاعبينا في سنوات ... وهم لابسون "الاديداس" على مدار الساعه صباح مساء .... وان ما يجمعه لاعب اخر منه وهو نائم ... يتجاوز ما جمعه تاريخ تيليثون عندنا منذ نشأته ... مرورا بالقضيه الفلسطينيه ... ومجازر صبرا وشاتيلا في لبنان ... ومجازر سبرينيتشا في البوسنه والهرسك!
لا عيب في الحماس ولكن العيب في المبالغه في الحماس ... ولا عيب في الواقع ... ولكن العيب في عدم قدرتنا على قراءته ... ولا مانع في رفع المعنويات ... ولكن المانع في رفع سقف التوقعات ... ولا ضير في الهزيمه .. ولكن الضير ... ان ننصدم من الهزيمه ... وان نحمل انفسنا مالا طاقة لنا به!
في تلقي الصدمات: ومن هنا نقول "رحم الله امرء عرف قدر نفسه, فوقف عند حده"!!
لا عجب في حزن البعض لخسارة منتخبنا ... ولكن الغريب "صدمة" البعض للنتيجة!! الصدمة في عقليتنا وفي ثقافتنا ليست بالغريبه ... صدمنا عند النكبه في 48 ... وصدمنا في النكسة في 67 وصدمنا الربيع العربي ... ولا زلنا ننصدم وكأننا لازلنا نقع في نفس الخطأ .. في قراءة واقعنا حق القراءة! اما في رفع سقف التوقعات ... لا سقف المعنويات... لن ننسى ابدا كيف كنا ابان الحرب الخليجية الثانيه والهجوم العكسري الاميركي على العراق .. وكيف كان الكثير يتكلم عن قدرة العراق على هزم اميركا ... وحيازة العراق على اسلحة تستطيع ان تزلزل وتكهرب البحر والخليج لتدمير البوارج الاميركيه ... "بس العراق كان مخبيهم لوقت العوزه" !!!
وكذلك الحال في "الربيع العربي" .. حيث اندفع البعض ليتفائل بعودة فلسطين عن قريب ... وبعد شوية استراحه للعرب .. الاندلس وراها عطول! وكذلك الحال في عملية الاصلاح والدمقرطه والتنميه وغيرها من المسارات!ّ وما كان يجب ان يهمنا هنا الصبر والتريث اذا ما وجدت الاراداة ... وبعدها ... كل شي "يهون" .. لان الاتجاه كانت دائما اهم من السرعه بكثير!
الخاتمه: اعقل وتوكل!
"السعادة" ليست ابتسامه مقتضبه ... ولكنها صناعه رخاء منتظمه ... و"الفوز" أيضا صناعة ... وصناعة شاقة جدا ... لا تؤتى في 90 دقيقة ... ولكن تؤتى في صناعة 90 عام من بناء الثقة في النفس بأشواط من المنافسه والمثابره والصبر على الفشل طالما حلم النجاح يبقى نصب أعيننا!
احيي شباب منتخبا الاردني فردا فردا ... وعلينا ان نقر باننا حملناهم مالا طاقة لهم به ... وحملنا احلامنا ما لا طاقه لهم به ايضا .... وان كان هناك خسارة ... فخسارتنا تكمن في عدم بلوغ النبوغ في تقييم وقراءة الواقع على حقيقته ... ليس في الرياضه فحسب بل وفي شتى مجالات المعرفه والتنميه على حد سواء!
يجب علينا الاستمرار في التصفيق ... طالما كانت هناك ارادة صادقة ونقيه لتحقيق المراد ... لا يهمنا الوقت ولا يهمنا الخسارة ... بقدر ما يهمنا ... قدرتنا على قراءة ... لماذا خسرنا .. وكيف سنفوز!