في الأعراس، غالبا ما تشاهد سيدة منفعلة..هي ليست من أهل العروس ولا من أهل العريس، ولكنها ترقص وتحمل فستان العروس، ومتحمسة جدا وتهتم بالبروتوكول كثيرا وأحيانا تقف بجانب العروس من أجل (تزبيط التسريحة) أو إيصال أخبار عاجلة وضرورية عن مسار العرس للعروس.

هذه السيدة في الغالب تدعى (عواطف) وهي جارة العروس وصديقتها،وفي أيام العزوبية كان ثمة جلسات حميمية، تندلع..ويسجل لعواطف أنها من علم العروس الدخان وفيما بعد تطورالأمر للأرجيلة، ناهيك عن وجود أسرار بين الإثنتين...لا تخدش أبدا من سمعة العروس...

أيضا عواطف إصطحبتها إلى مكة مول ذات يوم، وهناك عقدت لقاءات سرية فيما بعد تم إعتبارها (نزوة )...ويسجل لعواطف أيضا، أنها كانت تختار ( كوفي شوب) منزو في تلاع العلي مثلا لا يعرفه أحد وهناك تتم اللقاءات بتواطؤ ومعرفة من صاحب (الكوفي شوب)...وغالبا ما يكون تبرير الخروج بسيطا وهو الذهاب إلى جبل الحسين من أجل شراء ( سميد) للهرايس....عواطف تشبه الوسيط السياسي فغالبا ما يقال أن اللقاء بحث العلاقات الثنائية....هنا العلاقات الثنائية تشبه عملية (السميد) ولكن في الحقيقة أن هناك إتفاقات تحدث تحت الطاولة، وفي قصة عواطف هناك شيء يحدث أيضا تحت الطاولة شيء حميم وحساس.

وفي النهاية تطلق سيدة من أهل العروس وبالضرورة أن تكون خالتها شهادة مهمة في عواطف تتلخص في الجملة التالية :- ( شو هالست طيبه ومحترمة كأنها واحد من العيلة)
وحين تتزوج البنت تلتفت عواطف للأخت الصغرى من أجل تأهيلها ووضعها على مسار الكار الذي سارت الأخت الكبرى...

عواطف هي الجارة ومنجم الأسرار، وثمة شباك يطل على الغرف المتقابلة يتم عبره تهريب السجائر والحديث الليلي، ومراقبة ابن الجيران الذي يعود في الساعة العاشرة وثمة تفاصيل مهمة...عن ( مسج) ليلي حميم جاء...وقد يتطور الأمر إلى تبادل رسائل خادشة للحياء العام وأحيانا صور غير محتشمة.
بعد أن تتزوج البنت يبقى الإتصال بين عواطف والعروس ولكن هذه المرة تتم النزوات بشكل سري جدا، ويحتاج لتغطية وعواطف غالبا هي صاحبة هذه المهمات وهي تعالج كل الملفات العالقة، بما فيها العلاقات السابقة..بحرص وروية وإنتباه بحكم أن الشرف المصون...لا يحتمل الخدش.
عواطف هي الطرف الخفي في اللعبة دائما.....
في السياسة أيضا يوجد (عواطف)....ولو يتاح لي أن أحكي لكم عن عواطف الموجودة في السياسة لفتحت للكلام بابا واسعا،ولكني أخاف من خدش الحياد العام...(محمد طملية رحمه الله) كان يصفه بالحياد العام وليس الحياء...
أعتذر جاءني هاتف..يبدو أنها (عواطف).
(الرأي)