دعونا نستمتع بالمباراة التاريخية
باتر محمد وردم
13-11-2013 03:42 AM
عندما يدخل نجوم منتخبنا لكرة القدم ستاد عمان الدولي مساء اليوم لمواجهة الأورجواي في الملحق الدولي النهائي في تصفيات كأس العالم سيكونون قد حققوا بالفعل انجازا عظيما يحسب لهم. ما سيحدث في الساعات الثلاث القادمة في المباراتين في عمان ومونتيفيدو هو قيمة إضافية لكرة القدم الأردنية وتجربة فريدة يجب أن يستمتع بها اللاعبون والمشاهدون على حد سواء بغض النظر عن النتيجة.
وجود منتخبنا على بعد خطوة واحدة فقط من كأس العالم هو بحد ذاته انجاز فشلت في تحقيقه العديد من الفرق الأوروبية والآسيوية والإفريقية العريقة التي خرجت من التصفيات تباعا، وهي المرة الأولى التي يصبح فيها منتخبنا بالفعل فريقا عالميا يفرض نفسه في مواجهة على مستوى دولي. هذا التحدي يحمل أيضا الكثير من المسؤولية على المنتخب والجمهور.
ما سيحدث اليوم ليس فقط اختبارا رياضيا وكرويا صعبا لمنتخبنا أمام فريق قوي مثل الأورجواي رابع كأس العالم الماضية والتي يعتبر اضطراره لخوض هذه المباراة بدلا من التأهل المباشر مفاجأة بحد ذاتها، ولكنه أيضا امتحان حضاري للأردن لأن عيون العالم ستكون موجهة على ستاد عمان اليوم. مباراة الأردن والأورجواي ستكون الوحيدة في هذا التوقيت في الرزنامة الدولية مما سيجعلها محط أنظار ملايين المشاهدين في القارات المختلفة والذين يحملون فضولا كبيرا لمشاهدة المنتخب الأردني وظروف المباراة والجمهور.
عيون الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” ستكون مفتوحة أيضا على كافة أوجه تنظيم المباراة وبخاصة النواحي الأمنية وسلوك الجمهور الأردني تجاه الفريق الزائر وجماهيره، وفي حال تم اختراق التعليمات الأمنية المحددة فإن الاتحاد والمنتخب والجمهور قد يتعرضوا جميعا لعقوبات، ناهيك عن رد فعل جمهور ولاعبي الأورجواي في مباراة العودة. هذا يعني بأن الهدف الأساسي لهذه المباراة قد لا يكون الفوز بقدر الاستمتاع بالتجربة الفريدة وتقديم صورة حضارية تعكس حقيقة الأردن وشعبه المضياف.
لا نعلم متى ستتكرر فرصة مواجهة منتخب مثل الأورجواي مرة أخرى، ومن المهم أن نختبر قوتنا الكروية أمام مثل هذه الفرق وأن يبقى منتخبنا مقاتلا كما هي العادة حتى الدقيقة الأخيرة من المباراتين مهما كانت النتيجة لأن هذا هو الأمر المتوقع. ليس في مصلحة المنتخب وضع ضغوطات نفسية والمطالبة بالفوز أمام فريق خبير ويمتلك مهارات عالية مثل الأورجواي، ولكن الروح القتالية بإمكانها تقليص الكثير من الفوارق.
كل الشكر لاتحاد الكرة وسمو الأمير علي بن الحسين وللمدرببين واللاعبين والإداريين والجمهور ودعونا كأردنيين متحمسين للمنتخب أن نستمتع بأجواء المباراة منذ هذه اللحظة.
(الدستور)