زمان كانت مقالاتنا توقف عن النشر ولكن الرأي كانت أشبه بحلم لا يتوقف، وتلك المرة الأولى في حياتي والتي أكتب فيها مقالا أمس ولكن الرأي كانت هي المتوقفة.
يقول مظفر النواب في قصيدة له :-
(مو حزن لكن حزين..مثل ما تنقطع جوه المطر شدة ياسمين
مو حزن لكن حزين..مثل صندوق العرس ينباع خردة عشق من تمضي السنين...
مو حزن لكن حزين..)
في كل ما كنت أكتبه، كانت تأتيني رسائل من الناس عبر الإيميل، بعضهم مع وبعضهم يغضب، وثمة صبايا ربما في عمر الورد يرسلن محاولات في الكتابة..وأنا لا أملك سوى أن أرد عليهن بالقول :- أن ما كتبنه جميل، والحقيقة أنه كان في منتهى الرداءة.
مو حزن لكن حزين..خذني يا بحر خذني خشبة...والبحارة لو (نسيوك كلهم ما نسيتك).
تلك المرة الأولى منذ أن وقع وصفي التل رحمه الله قرارا بإصدارها، تتوقف الرأي والمهم أنها لم تتوقف في لحظات الحرب والتعب والقلق الوطني...كيف توقفت الان؟
(ما بكيتك فارقيت انت السفينة واني جايبلك بحر
جبتلك طوفان الحلم..حلم منذور بغياب الشمس
فارقت حلم الناس ومليت السفينة والسفر).
انا حزين مثل مظفر النواب في هذه القصيدة وأجزم أني لست خائفا من الحاضر ولكني خائف من المستقبل...خائف أن يتغير وجه الرأي وأن تفقد بريقها، وأخاف من صراع غير متكافيء يكون الورد هو الضحية فيه...ألم يعاصر عبدالله النسور تلك المرحلة. ألم يعرف قسمات وصفي التل؟ ألم يشاهد وجهه؟ الم يعبر باتجاه السلط من جانب منزله..وشاهده في بستانه الجميل يزيل حشائش العمر من أطراف زيتوناته..ألم يسمع النسور بمقولة وصفي التل...(مادام سراجنا فيه زيت خلوه ضاوي)...كيف إذا في هذا اليوم الأسود ينطفيء سراج الرأي؟
(ما بكيتك اني بكتني السفينة
منين ما طش الرذاذ تريد تبحر
تدري نوبات السفن لو ضاق خاطرها بجبن
اتسافر وحدها....ومو حزن لكن حزين)
أنا لا أعرف لمن أحمل المسئولية في توقف الرأي...ولكني وددت أن أعتذر لروح سليمان عرار ومحمود الكايد وجمعة حماد...وجميع الذين مروا عليها مثل نخلات باسقة لم يهزها الريح..وودت أيضا أن احمل المسئولية في توقف الرأي لمظفر النواب...
مظفر أنتج للعشاق حزنا متعبا....وأظن أن الرأي كانت في القصيدة هي السفينة...
ومو حزن لكن حزين..
(الرأي)