طموح النشامى وعناد مدربه يتحديان خبرة أوروجواي
12-11-2013 05:46 PM
عمون - (د ب أ)- وسط موجة الترشيحات القوية التي تصب في مصلحة منتخب أوروجواي ، يسعى المنتخب الأردني لكرة القدم غلى مفاجأة الجميع وتحقيق نتيجة إيجابية على ملعبه عندما يلتقي الفريقان غدا الأربعاء في مباراة الذهاب بالدور الفاصل في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل.
وتبدو المواجهة ، للوهلة الأولى ، صراعا غير متكافئ بين المنتخب الأردني الذي لم يسبق له التأهل لنهائيات كأس العالم وضيفه منتخب أوروجواي صاحب التاريخ العريق في قارة أمريكا الجنوبية وعلى الساحة العالمية والفائز بلقب كأس العالم في مرتين سابقتين.
لكن المنتخب الأردني يسعى إلى التأكيد من خلال هذه المواجهة الصعبة على الطفرة الهائلة التي شهدتها الكرة الأردنية على مدار السنوات القليلة الماضية والتي دفعتها إلى هذه المرحلة من التصفيات والتي لم تكن أمرا معتادا في تاريخ المنتخب الأردني.
وتمثل المباراة غدا مواجهة مثيرة بين الطموح الأردني وعناد مديره الفني المصري حسام حسن والرغبة في المفاجأة واستكمال قصة النجاح الجميلة للفريق في التصفيات من ناحية والخبرة والإمكانيات العالية والتاريخ الذي يدعم منتخب أوروجواي ونجومه اللامعين من ناحية أخرى.
وقد يكون السلاح المعنوي الذي يمتلكه المنتخب الأردني هو الغموض لأنه يظل ، وعلى الرغم من تألقه في السنوات الأخيرة ، فريقا غامضا ومجهولا لمنافسه الذي خرجت معظم تصريحاته بالتأكيد على هذا.
ويطمح المنتخب الأردني إلى استغلال هذا السلاح بالشكل الأمثل ومباغتة منافسه بتحقيق نتيجة جيدة في مباراة الذهاب قد تسهل من مهمته في مباراة الإياب التي يحل فيها ضيفا على منتخب أوروجواي في مونتفيديو يوم الأربعاء المقبل.
ويدرك المنتخب الأردني أن المواجهة مع أوروجواي ليست سهلة على أية حال ولكنها تبدو وسيلة رائعة ليصنع الفريق الملقب بـ"النشامى" لنفسه تاريخا على الساحة العالمية من خلال بلوغ النهائيات للمرة الأولى في التاريخ وعبور عقبة صعبة ومنتخب عريق مثل منتخب أوروجواي الفائز بالمركز الرابع في كأس العالم الماضية عام 2010 بجنوب أفريقيا.
ووصل المنتخب الأردني إلى هذه المرحلة بعدما احتل المركز الثالث في مجموعته بالدور الرابع الأخير من التصفيات الأسيوية المؤهلة للبطولة ثم تغلب بقيادة مديره الفني الجديد حسام حسن على منتخب أوزبكستان العنيد في الملحق الأسيوي وذلك عبر ضربات الترجيح بعد تعادل الفريقين في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
وجاء التغلب على منتخب أوزبكستان بعد فترة قصيرة من تولي حسن مسؤولية الفريق خلفا للعراقي عدنان حمد ليدعم ثقة الأردنيين في قدرة العميد السابق للاعبي العالم على قيادة الفريق للنهائيات خاصة بعدما حقق مع الأردن أول فوز رسمي للنشامى على منتخب أوزبكستان في تاريخ مواجهات الفريقين وصعد بالأردن للدور الفاصل بتصفيات المونديال للمرة الأولى في التاريخ.
ويطلق البعض حاليا على حسام حسن لقب "الجوهري الجديد" إشارة غلى مواطنه المدرب القدير الراحل محمود الجوهري الذي قاد الطفرة في كرة القدم الأردنية قبل سنوات وصعد بالفريق لكأس آسيا للمرة الأولى في التاريخ من خلال البطولة التي استضافتها الصين في 2004 .
وبذلك ، أصبح الحلم الأردني معلقا على كاهل المدير الفني المصري لبلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الأولى علما بأن المنتخب الأردني وجد نفسه ممثلا وحيدا عن الكرة العربية في آسيا بعد خروج جميع منتخبات الدول العربية تباعا في التصفيات الأسيوية التي وصل منها للمونديال منتخبات اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران للنهائيات.
وفي المقابل ، عانى منتخب أوروجواي كثيرا في تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لمونديال 2014 لكنه أفلت من الخروج صفر اليدين من التصفيات وانتزع المركز الخامس في جدول التصفيات ليجد نفسه مطالبا بخوض الدور الفاصل أمام المنتخب الأردني.
ورغم هذه المعاناة في تصفيات قارة أمريكا الجنوبية ، ما زال منتخب أوروجواي يمتلك تفوقا واضحا من الناحية النظرية على الأقل في مواجهة نظيره الأردني بحكم الخبرة والتاريخ ومستوى اللاعبين حيث يعتمد منتخب أوروجواي على مجموعة من اللاعبين أصحاب الصولات والجولات في الملاعب الأوروبية ويمثلون خطرا كبيرا على أي منافس ويبرز منهم المهاجمان لويس سواريز وإدينسون كافاني والنجم المخضرم دييجو فورلان والمدافع المتألق دييجو لوجانو قائد الفريق.
ولا يفتقد منتخب أوروجواي من عناصره المؤثرة في هذه المواجهة سوى حارس مرماه الأساسي فيرناندو موسليرا بينما جرى احتواء الأزمة بين حسام حسن وعامر شفيع حارس مرمى النشامى قبل هذه المواجهة علما بأن شفيع لعب دورا مؤثرا في وصول فريقه إلى هذه المرحلة من النهائيات.
ويدرك المنتخب الأردني جيدا أن منتخب أوروجواي يختلف عن المنافسين الذين اعتاد النشامى مواجهتهم في التصفيات الأسيوية.
ويحتاج المنتخب الأردني إلى تطوير مستوى هجومه بشكل واضح واستغلال أنصاف الفرص إذا أراد التغلب على دفاع أوروجواي القوي بقيادة لوجانو كما يحتاج لتطوير أداء دفاعه عما كان عليه في التصفيات الأسيوية عندما استقبلت شباكه 16 هدفا في عشر مباريات خاضها بمجموعته في الدور النهائي من التصفيات وغن تحسن أداء الدفاع قليل في الملحق الأسيوي أمام أوزبكستان.
وفي المقابل ، يعتمد منتخب أوروجواي الذي أنهى مسيرته في تصفيات أمريكا الجنوبية بفوز رائع على الأرجنتين 3/2 على خبرته بالدور الفاصل حيث عبر إلى نهائيات كأس العالم أكثر من مرة سابقة من خلال هذا الدور الفاصل.
ورغم هذا ، حذر أوسكار تاباريز المدير الفني لمنتخب أوروجواي من المنتخب الأردني قائلا "إذا بذل المنتخب الأردني كل ما بوسعه للاستفادة من أفضلية خوض المباراة على ملعبه ، سيصعب هذا الموقف علينا".
ويرى تاباريز ولاعبوه أن المنتخب الأردني ليس لديه ما يخسره وقد يكون هذا نقطة قوة لصالح النشامى في مواجهة منتخب أوروجواي بطل أمريكا الجنوبية والذي يملك تاريخا هائلا وكبرياء كرويا يرغب في الحفاظ عليه.