في خطوة غير مسبوقة رفضت السعودية المقعد غير الدائم الذي انتخبت لشغله عن قارة اسيا بعد ان ترشحت لذلك الموقع واتخذت نيابة عنها كل الإجراءات المطلوبة للفوز به.
السؤال المطروح والذي لم تتوفر لغاية الان اجابات منطقية عليه، هو: لماذا رفضت السعودية الموقع؟
السعوديون عادة يديرون سياسة بالغة التعقيد في السنوات الثلاثة الأخيرة أي منذ اندلاع ثورات الربيع العربي حيث تحولت السياسة الوادعة المتأنية الى اتبعت تقليديا في الماضي الى سياسات خشنة شديدة الحزم...
السعوديون غاضبون بشكل حاد من المواقف الامريكية اتجاه ايران وفي المسألة السورية خاصة بعد الغزل العلني بين الرئيس الإيراني روحاني والرئيس الأمريكي أوباما وبعد تراجع الولايات المتحدة عن توجيه ضربات عسكرية الى سوريا.. ولكن هل تكفي مبررات مبسطة كهذه لفهم الموقف السعودي غير المسبوق، اما ان وراء الاكمة ما وراءها؟
من الصعب تصور دولة محورية كالسعودية ان ترفض اشغال موقع رفيع في مجلس الامن الدولي لو لم يكن هنالك استحقاقات كبيرة قادمة لا ترغب السعودية ان تتحمل مسؤولية الموافقة عليها او تحمل كلفة واحراجات رفضها .. وما قد يترتب على ذلك من اثمان غير ضرورية.
لا أحد يعلم بالتحديد هل هذه السيناريوهات تتعلق بالمسألة السورية التي اخذت في الأسابيع الأخيرة تأخذ منحى يشير الى ان الرئيس السوري بشار الأسد على وشك حسم الصراع لصالحه مما قد يغير قواعد التحالفات الدولية التي كانت تقام على خلفية ان نظام الرئيس السوري بشار الأسد ساقط لا محالة...
ام ان الأمور لها علاقة بشيء ما يتم طبخه الان في المسألة الفلسطينية ويتطلب تدخلا من نوع ما من مجلس الامن الدولي عندما تصل الأمور طبعا الى مألات نهائية... وهنا تكمن خطورة الحالة.
كل الاحتمالات بالطبع واردة.. لذلك على صانعي السياسة الأردنية التعمق في الخلفيات والاحتمالات قبل القبول بالعروض المغرية لتبوء الاردن مكان السعودية ممثلة لآسيا في مجلس الامن الدولي..
على اية حال، لا بد من التأني واستخدام سياسة التقدم الحذر الى الامام انتظارا لانجلاء الموقف وتبلور الحالة الى صيغة من الممكن ان تساعد عملية اتخاذ القرار في هذا الشأن.