محمود الكايد .. تذكروا وصيته .. !
عودة عودة
12-11-2013 12:47 PM
لم يأسف كثيرون على إغلاق صحيفة (اخبار العالم) اشهر الصحف البريطانية بل العالمية.. قبل نحو عامين.. بعد 168 عاماً من التأسيس والأكثر قراءة واعلانية وانتشاراً في العالم نتيجة فضيحة اخلاقية هزت الشارع الصحفي البريطاني والعالمي ,
فقد قامت هذه الصحيفة (بالتنصت) وعلى الأصح (التجسس) على الهواتف الأرضية والخلوية لآلاف المشاهير والنجوم وعلى المواطنين العاديين وأهالي الجنود الذين قتلوا في العراق وافغانستان وغيرهم.. وكل ذلك خلق توتراً بين العاملين في صناعة الصحافة بشكل عام ومهنة المتاعب (الصحافة) في جميع انحاء العالم بشكل خاص.
كما لم يأبه احد الى اعتذار مالكها (روبرت مردوخ) امبراطور الصحافة العالمية والمالك ل 39% من اسهم هذه الصحيفة, واعترافه بأن (اخطاء مُعيبة وغير مقبولة) قد ارتُكبت مُبدياً استعداده الكامل (لتعويض) جميع المتضررين...
كل ذلك لم يمنع القراء على الأخص من وصف هذه الصحيفة والعاملين فيها ومالكيها بأنهم: (متطفلون).. و(مارقون).. و(جواسيس).. و(قراصنة).. و(مرتزقة).. و(فاسدون).. وأنها كانت (مُنتجاً مسموماً).. و(ساحة جريمة).. واوصافاً اخرى مُهينة ومُسيئة.. بعد ان كانت هذه الصحيفة بالذات من اشهر الصحف البريطانية.. يتملقها ويتودد الى ادارتها وصحفييها كبار السياسين وعلى رأسهم مارغريت ثاتشر وتوني بلير رئيسا الوزراء السابقين , والمشاهير من النجوم كالفنانين والرياضيين والسينمائيين والكُتاب ونجوم التلفزيون وغيرهم لتأثيرها على مستقبلهم وطموحاتهم السياسية والمهنية.. وقد استطاعت اكثر من مرة لَيَّ ذراع كثير منهم خاصة في مجال الفضائح وعلى الأخص الفضائح الجنسية.
كبقرة حلوب توقفت صحيفة (اخبار العالم) عن الحلب.. والإنتاج مرة واحدة ودون مقدمات, بعد ان كانت توزع نحو ثلاثة ملايين نسخة وعدد قُراءها 7.5 مليون قارئ , كما حازت اكبر قسط في سوق الإعلان (70%) , كما كان لها سجل حافل وفخور في مكافحة الجريمة وتصحيح الأخطاء الجسيمة.. (اخبار العالم).. وصاحبها مردوخ قفزا على دَور الصحافة الحقيقي كأساس للممارسة الديمقراطية كما اوقع الإعلام في قبضة الاحتكار وجعل مهنة الصحافة مهنة مُربحة قبل اي شيء آخر كما حول هذه المهنة الرائعة الى عمليات تجسس وتنصت وخرق حُرمات الآخرين والعمل بجميع اساليب (البلطجة) كالرشوة والابتزاز وشراء الذمم والتهديد والوعيد وغيرها... يُقال دائماً: الصحافة.. والعملة لا تتحملان الأوساخ..!؟
اما استاذنا طيب الذكر المرحوم محمود الكايد والذي أدخلني بلاط (الرأي) قبل ما يزيد عن ثلاثين عاماً .. كان يقول لنا في اكثر من اجتماع عندما كان رئيساً للتحرير أو رئيساً لهيئة التحرير: (احرصوا على «الرأي» (جريدتكم)!.. بان تكون نظيفة بل طاهرة.. ولا تدعوا اية اوساخ تصل اليها ولا تنسوا بأن أي صحيفة ما هي إلا (كومة ورق) اما ان تكون نظيفة او غير نظيفة ليس غير.. قلبي مع الغالية الحبيبة (الرأي) في هذه الأيام وأكثر من أي أيام أخرى..!؟