الحسين يتنبأ بالربيع العربي *محمد حمود الدلابيح
12-11-2013 12:43 PM
قبل حوالي عشرين عاماً وبالتحديد في بدايات عام 1993 ، كان حديث الحسين رحمه الله لأعضاء الهيئة التدريسية وممثلي الطلبة في جامعة اليرموك حديثاً واضحاً وشاملاً .
فقد أكد جلالته على أن الممارسة الديمقراطية نمط جديد في الأردن وفي المنطقة العربية بأسرها مما يتطلب من الجميع التعامل بمستوى المرحلة في تحمل المسؤولية واحترام حقوق الإنسان ، فالشعوب لا يملكها أشخاص لا من حيث البعد المادي أو البشري ، وأن الإنسان العربي له قيمته ولا بد أن يستعيد عافيته .
وأكد جلالته على أهمية شعور الإنسان العربي بوجوده وواجباته وضرورة أن يعلم ما هي حقوقه في هذه الحياة لمجابهة التحديات ، والمساهمة في صنع القرار ، وبالتالي المساهمة في المستقبل.
كما أكد جلالته بأنه يجب الحرص على ترسيخ الممارسة الديمقراطية وتحويلها إلى نموذج يقتدى به في هذه المنطقة المهددة بالانفجاريات التي ستحيق بها إذا لم تدرك القيادات حتمية التغيير.
ويرى جلالته أن الخروج من الأزمة في الوطن العربي يتطلب الانطلاق بالاعتماد على السلاح الأمضى وهو السلاح الديمقراطي الذي يقدمه الأردن للراغبين من الجيران بالانضمام والتفاعل مع المجتمع الدولي ، حتى لا يبقى العرب خارج دائرة الفعل وصمن قائمة المتابعين.
حديث الحسين في تلك الفترة كان وما يزال درساً يجب على قادة وأبناء الأمة قراءته جيداً والتمعن في دلالاته وإشاراته حتى يتم أخذ العبر منه بهدف ترسيخ الممارسة الديمقراطية وتجذيرها في الوطن العربي على نحو يجعل للعرب دوراً ومكاناً في المجتمع الدولي كما كان يأمل الحسين رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.