أمضيت العطلة وحدي, عائلتي ذهبت إلى الكرك ...مالذي فعلته؟ ذهبت إلى خيمة اعتصام الرأي وشاركت الزملاء, إعتصامهم, وأطعمت القطط في عمارتي (لبنة) وأجريت مجموعة من المكالمات مع رئيس التحرير... وقلت له بالحرف الواحد :- (هذه الإدارة لا تليق بالرأي) ...كنت خلال العطلة مؤدبا جدا.. يا إلهي مالذي حدث لي؟
صدقوني أن الناس تقول لي:- ( أنت مو عبد الهادي تبع زمان)... لقد كان لي هيبة ووقار زمان, وكنت (سرسري), وإذا أردتم إسألوا عني في مباريات الدوري, فقد كنت ابتكر هتافات خادشة للحياء العام, وذات يوم وضعت على قائمة الشغب... وللعلم أتذكر أني في إحدى المباريات قدت مجموعة من المراهقين, وقمنا بهجوم مباغت... على أنصار الفريق الخصم.
وكنت اشارك في مسيرات (حامية) وكانت هتافاتي قوية, وذات مرة تبادلنا الكر والفر مع قوات مكافحة الشغب في الكرك, كان الغاز المسيل اشبه (بالكالونيا) يومها قال لي صديق أننا يجب أن نخرج عن طورنا ونجرب هذا الغاز, قال لي:- لقد شممنا كل شيء في هذا العمر, وأريد شم الغاز المسيل, وأتذكر أني تحرشت بالشرطة وقمت بقذف زجاجة (بيبسي) فارغة عليهم, وفعلا أكرمونا (الشباب) وردوا بالغاز يومها.. شكرني صديقي وأعتبر الأمر دينا في عنقه.
زمان كنت أعتقل, وأتذكر أني ذات مرة دخلت الجويدة, وهناك لايعرف البعض ماذا تعني جرائم المطبوعات والنشر.. فسألوني عن الأمر فأخبرتهم أنها تتعلق بالصحافة, وظننت أنهم سيضعونني في مكان يليق بي.. ولكنهم وضعوني في المطبخ, وكلفوني بمهمة (جلي الطناجر), ودلوني على مكان البربيش, وكان يمر من جانبي عريف خدمته في السجن تتجاوز ال (20) عاما, وكان يصرخ بي ويقول:- (ادعك أبوي أيوه أدعك ...) يا الهي ما أكثر كميات( الخريس) في سجن الجويدة.
بعد هذا الاعتقال بشهرين, عدت إلى الجويدة وحين سألوني عن جرمي قلت لهم:- (حشيشه)... فوضعوني في مهجع جيد من حيث الرفاق والمنام والصحبة.
زمان كان لي هيبة و(وهرة), وكنت اذهب إلى الجامعة الأردنية في مهمة صحفية, كنت أكذب المهمات في غالبها كانت غرامية, والقلب كان يتسع لكل الحسان.
أمضيت العطلة وحدي, أطعم القطط, واعترف أني (شطفت الدرج), واعترف أن بعض (الصحون) كانت مركونة في المجلى قمت أيضا (بجليها), اعتمادا على خبراتي السابقة في مجال الجلي, وأخرجت صور أمي القديمة, وعاينتها جميعها... وبكيت ولست أدري هل كان البكاء شوقا إليها أم أني بكيت على واقع الترهل الذي أمر به.
ووجدت صورة لي مع محمد الوكيل في البحر الميت عام (1996) كان محمد وقتها يشبه طوني حدشيتي, وكان يملك مرسيدس موديل ال(73).. حتى محمد الوكيل هو الاخر تغير.
على كل حال أنا لن أقبل بهذا الواقع, وأريد أن أنهي مقالي بكلمة واحدة...
يا حكومة.... بكفي
للعلم أنا شارب حليب سباع.
(الرأي)