جنيف 2 ومستقبل المعارضات السورية
النائب حسن عجاج
09-11-2013 10:55 PM
لقد أعلنت موقفي منذ بداية الأزمة السورية،بأن ما جرى ويجري على الأرض السورية ليس إلا تمرداً مسلحاً تقوم به جماعات مجندة لخدمة أهداف ومخططات تخدم أعداء الشعب السوري، وليس لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد بحرية الشعب،وتحقيق تطلعاته في بناء مجتمعه الديمقراطي التعددي، وقلت إن التغيير الذي تسعى لتحقيقه هذه الجماعات المسلحة خارج عن معناه وليس له علاقة بمصلحة الفئات الفقيرة أو المحرومة التي تتطلع إلى حياة مستقرة آمنة في مجتمع يسوده العدل خالٍ من العنف والإرهاب.
لقد وصل الوضع الآن إلى إقرار كل القوى والدول الكبيرة والصغيرة على أن الاقتتال القائم على الساحة السورية لن يثمر إلا إلى المزيد من الضحايا المدنيين والمزيد من تدمير مؤسسات الدولة بكل أركانها،وأصبح الجميع الآن يدعو إلى الحوار وإلى وقف القتل والتدمير ،وإلى الذهاب إلى جنيف2.
فما هو واقع الحال للمعارضات السورية الوطنية منها والمسلحة الإرهابية ؟
وهل هذا الواقع الذي عنوانه التشرذم والاقتتال والخلاف على كل شيىء داخل سوريا يؤدي إلى الجلوس على طاولة الحوار في جنيف2؟
لقد وصل الاتفاق الروسي الأمريكي إلى تفاهم مشترك حول ضرورة تمثيل الأطراف المتصارعة –الدولة والمعارضات- في المؤتمر للحوار والوصول إلى وقف القتل والتخريب والتفاهم على القضايا الأساسية التي تعيد لسوريا الهدوء والاستقرار تمهيداً لمرحلة البناء والأعمار اللاحقة.
إن انقسام المعارضات بين مؤيد ومعارض،واقتتالها فيما بينها ،يدل على أن الصراع القائم مؤشر على الخلاف بين الدول والقوى الداعمة لهذه الجماعات ،وقد بدأ هذا الصراع واضحاً مؤخراً بين الظواهري والبغدادي والجولاني والذي سيتحول إلى اقتتال دموي لهيمنة أحدهم على الجماعات المسلحة.
كما أن انقسام ما يسمى الائتلاف الذي تدعمه قطر وتركيا والسعودية،بين مؤيد ومعارض لجنيف2 أصبح من المعوقات الأساسية أمام انعقاد المؤتمر الذي ربما لا يتم انعقاده حتى نهاية العام الحالي.
وفي الجانب الآخر؟تبدو الحكومة السورية بأجهزتها المختلفة متماسكة وواثقة من نفسها وخاصة بعد الانجازات الكبيرة التي حققها الجيش العربي السوري،حيث تمكن من طرد الجماعات المسلحة من مختلف المدن والبلدات والأرياف في المحافظات السورية،وبات يمسك بزمام الأمور على الأرض، الأمر الذي يجعل الموقف السوري في جنيف2أكثر صلابة وقوة في وجه المعارضات السورية المشتتة المنقسمة على نفسها ،ولا تزال هذه المعارضات بدون مشروع سياسي يمثل بديلاً للحكومة القائمة ،ولا تزال تتخبط في شعاراتها العقيمة التي لا تخرج عن كونها شعارات عدمية ليس لها على أرض الواقع وجود ولا يمكن تطبيقها بأي زمان.
إن محاولات عرقلة جنيف2من المجموعات المعارضة مسلحة وغير مسلحة،وإصرارها على الحل العسكري،ليست إلا مضيعة وهدراً للوقت ،وأن ادعاء هذه الجماعات على أنها تملك من عناصر القوة ما يجعلها قادرة على الحسم العسكري لصالحها،إنما هي ادعاءات مضللة برغم الدعم الهائل الذي تتلقاه من الدول النفطية والغربية وتركيا .
إزاء هذه الرؤية الانعزالية التي تعبر عن عقلية متخلفة،إنما تمثل عملية انتحار لهذه المجموعات التي أصبح وضعها مزرياً في الداخل والخارج ،وإن \\\"الثورة\\\"التي تدعي هذه المجموعات أنها تقودها في سوريا،لا يمكن أن تحمل إلا معنى رجعياً،يقودها رجعيون ،فالحركات التي تعمل لإعادة الأمور إلى الوراء هي حركات مضادة للثورة ،لأنها حركات طائفية مذهبية،تدخل في عداد قوى الثورة المضادة ،وتعمل لصالح القوى الرجعية الأشد تحجراً في العالم.
النائب في البرلمان الاردني
حسن عجاج عبيدات