أمواتٌ بل عميان يعبثون *ناهض الوشاح
mohammad
09-11-2013 02:10 PM
التخلف ليس قدراً... القبول بالجهل معناه القبول بالهوان والتفاهة والخسارة ... أتقنّا اللامبالاة والمحسوبية ... والفساد يستشري كداء لا دواء له.
إننا بعيدون جدا عن العالم حيث نُعدّ ضمن قائمة الغياب ... لسنا مطالبين سوى بالتقليل من وتيرة الإستهلاك اليومية ... وترديد الشعارات التي تُبث عبر الإذاعات صباح مساء وبالتالي تبقى نفوسنا مطمئنة وعارفة للجميل. ( ما يهم ّليست الحالة المعنوية للجماهير المهمّشة التي تعمل بلا انقطاع ، وإنما الحالة المعنوية للأقلية الحاكمة ).ما يهم أن تبقى الثقافة والحُكم والسيطرة امتيازاً للفئة الحاكمة القادرة على تعيين خُلفائها.
عامة الشعب والحيوانات أحرار ... يقول جورج اورويل: إن الجماهير العامة مخلوقات ضعيفة هشّة تتسم بالجبن ولا يُمكنها احتمال مسؤولية الحرية أو مواجهة الحقيقة ومن ثم يجب أن يتم تسيير شؤونهم وخداعهم بطريقة منهجية من قِبل آخرين أعلى وأعزّ منهم قوة.
الولاء المطلق يعني انعدام الوعي. من منّا يملك الجرأة على طرح الخوف أرضا ويدوس بحذاء المستقبل على وجه الظلام المحدّق في إجابات الأسئلة التي نخشى الكشف عنها.
ولدنا على الطاعة بدءاً من اللحظة التي خرجنا فيها من رحم أمهاتنا ... نُضرب أولاً على مؤخراتنا لنستشرف صورة المستقبل وهو يصفعنا على وجوهنا.
ثم تأتي طاعة الأب نهاية إلى طاعة الحاكم ...الطاعة وحدها ليست كافية.إنما(تمزيق العقول البشرية إلى أشلاء ثم جمعها وصياغتها في قوالب جديدة من اختيار السلطة).
مهما كنت تملك من رفض لكراهية تنمو معك مع الوقت لتصل فيك إلى مهاوي القسوة واللامبالاة بكل الجراح النازفة من حولك.
من منا يستطيع الوقوف على أرض قلقة ويصرخ بأعلى صوته ... لا أريد حاكما ظالما ... لا أريد سُلطة مستبدّة ... مللنا الخوف حتى مل الخوف منا ... الخوف الذي يُسبب العمى الذي لانُميّز فيه بين الضياع والتقدم.
كيف للإنسان في مجتمعنا أن يعرف ذاته على حقيقتها .. وهو منذ الصغر مُحاط بأفراد لا يعرفون ذواتهم ... يعيشون في عالم يقوم على الكذب والخداع.
فلسفة عبثية أملتها علينا فُروض الطاعة في مدارسنا ... إرضِ السُلطة واخضع لأوامرها إن كان هذا ما يتطلبه نومك الهادئ.
لا نوم هادئ والظهر مُنحنٍ والروح مُنكّسة في الولاء الذي يُعدم فيه التفكير.
هل نسينا الرب الذي أخرجنا من بُطون أمهاتنا أحرارا ... أم أننا لا نملك ذاكرة لخروج رؤوسنا من أعناق الأرحام.
عالمٌ مُزيف .. أقنعة تتبدّل ... والصباحات منذ بدء الخليقة إلى منتهاها هي الصباحات العابقة المحمّلة بالندى والحنين والأحلام التي توقظ فينا رغبة النداء والسعي ... نحن من يتغيّر ... ولا أحد غيرنا خرجنا من الأكواخ وبيوت الصفيح وسكنّا المدينة المليئة باللصوص وقطّاع الطرق ومحترفي الدعارة وتُجّار المخدرات ...
علّموناالسمع والطاعة ( وأطيعوا الله ورسوله وأُلي الأمر منكم ).
حدّثونا عن التاريخ وانتصاراته المزعومة ... عن بؤس العصور الوسطى .. واستغلال الكنيسة ورذيلة الغرب وأخلاقه المنهارة ... وعن مجتمعاتنا التي تنعم بالعدل والدين والمساواة.
لاشيئ ... عالمٌ مشوّه ... وجدنا أنفسنا فيه ... أغنيائه يتحدثون عن الفقر والبطالة والجوع ... والمال... فقرائه يتحدثون عن أيديولوجيا السياسة والدين ... عن الهويات والحروب والطائفية.
أي لعنة تُساوي لعنة وجودك في عالم يُشبه مخيّم العمل الإجباري.
الحياة شنيعة ونحن نُداري ذلك ... النكبة والدمار قادمان لا محالة ... والفوضى ستعمّ.
كل شيئ يلفه الضباب والماضي والحاضر يكاد يندرج في طي النسيان ... أما المستقبل صدّقنا أن الكذب حقيقة.