أزمة الصحافة الورقية .. السؤال أولا عن الواجب
فارس الحباشنة
08-11-2013 01:04 PM
قبل الحديث عن أزمة الصحافة، لابد من التنبه الى مسألة واجب الصحافة، لاخراجها من صف التخندق المتخلف والمتفجر في وجه الجميع، وبداية في وجه نفسها و أبناء جلدتها .
سؤال الواجب في الصحافة الاردنية معطل ومسكوت عنه، فهي خاضت حروبا حتى الركب في مقاومة كل ما هو إصلاحي وتنويري، واقتصر تحالفها على مدى عقود من الزمن مع مؤسسات البيروقراط " الاداري والامني، بعضها تقلص مستوى الواجب في خطابها الاعلامي حتى الصفر، و أن عدت الى ارشيفها لا تلتقط الا التحريض والحث على تعميق فجوات الاختلاف بين أركان المعادلة السياسية في البلاد، بالاتهام وتخوين "الاخر".
الصحافة الاردنية، وبفعل مؤثرات احتكاكية عديدة، لا يصح ذكرها في هذا السياق، أمست منابر للاحتراب " البيني " قبائل من أهل السلطة والمال، تفعل فعلها لاثارة الانقسام و التحريض من أجله،
تحولنا الى خلايا نائمة، صورتها العامة عفنة، تعبر بوضوح جلي عن الانحطاط السياسي الذي أصاب أحوالنا العامة على حين "غفلة".
مع تراجع أرقام الطباعة، تركت الصحافة لمصير اقتصادي مرعب، وفي عصر من الفوضى التي تحدق من حولنا في الاعلام الخاص " الالكتروني والتلفزيوني والاذاعي " لم يعد للصحافة الورقية حصانة معنوية، تركت الامور على غاربها وكأنها مقصودة بعض الشيء .
ما لنا وما يسمى "الاعلام البديل " بكل أصنافه، الصحافة منه براء، كلها وسائل متشابهة حيثما تغير شكل اطلالتها أو اخراجها، فهي فن في أزجاء الفراغ الصاخب من حولنا، وربما أنها ليست مسؤولة عن أزمة الصحافة الورقية بل المسؤول هم الصحافيون أنفسهم، كسلهم وتراجعهم المهني والثقافي، و انحيازهم لاطراف لا تؤمن بالحياد والمهنية.
لا بد من حماية صناعة الصحافة الورقية، ولا بد من حماية أهل القلم، والعودة الى نصاعة و نجاعة الجهاد وبراءة المقصد، أهل القلم نعني ... الموهوبون بالمعرفة وأصول المهنة، ومعرفة الكتابة، والتحصن بالوجدان المتجرد من التآمر والانحيازات غير المبررة، والترفع عن ما هو ضيق وقصير الافق والاقتراب من "العامة " شجنا ومسؤولية.