facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




ذكرى تفجيرات عمان وحال ضحاياها


عمر كلاب
08-11-2013 02:07 AM

غدا سنستذكر الحُرقة , يوم ذبحت سكين الارهاب ليل عمان بخسّة وقذارة وطالت يد الغدر فرحا في فندق ونالت من هدوء فندقين اخرين , ورأينا الدم الاردني يُراق , والعزاء كان , أن دمهم لم يذهب هدرا , وان فتية امنوا بربهم نجحوا في الامساك بمن حاول القتل ونجى , ولقّنوا الجهة المُنفذة درسا قاسيا , شفى صدور الجميع , فهدأت النار في الصدور وتعلمنا درسا , بأن الارهاب رخيص حد استهداف الخواصر الرخوة والآمنين من الناس .

الحدث انتهي وتعلمنا منه الكثير , وما بقي من ظلال الحدث هو الاكثر ضرورة , فثم ضحايا ما زالوا يصطفون على ابواب المحاكم لتحصيل حقوقهم , وثمة شركات تناور على الدم وتسعى الى تسليعه وترقيمه , وثمة عقوق لهم ولذويهم ولابنائهم وللمصابين منهم , تمارسه المؤسسات العامة والخاصة , فلا تذكير بهم الا بخبر عابر يوم الحادث , ولم نسمع عن تكريم شعبي او من القطاع الخاص لهم .

من لاقى وجه ربه منهم ومن اصيب لم يكن ليصاب بذاته بل كان فداء لدولة هي التي استهدفت , ومن قضى كان ليكون اي واحد منا وليسوا هم , فالعناية بهم واجبة والسؤال عنهم فرض وطني , من كل الجهات الرسمية والخاصة ومن النوادي والنقابات ومن النواب والاعيان وكل من فيه حرص على وطن كان هو المستهدف بالغدر والخيانة .
ربما الهتنا الدنيا عنهم , وربما جاء الربيع العربي ليزيد من تراب الذاكرة , تلك المنسية منذ سنين بل باتت الذاكرة الاردنية هي رهان كل الفاسدين والمنتفعين , ونحن نقدم لهم الدليل على صدق قولهم ومن جهة اخرى نبارك اعمالهم , فمن ينسى الشهداء ينسى كل شيء , ومن يدير ظهره لمن افتداه سيدير ظهره عن كل امر .
بحكم الجيرة لأحد المصابين ظللت على اطلاع باحوال معظمهم , وبحكم وجع الذاكرة عن جاري المصاب , - الذي ما عاد جاري – لانه رحل الى منزل ارضيّ لعجزه التام عن الحركة وما زالت صورته وهو يقفز ادراج شقته المجاورة لي في ابو نصير تنخز الذاكرة بوجع شديد , وكلما صادفت انجاله اسأل والجواب مكرور بمرارة , لا احد يسأل , وهذا ما سمعته من عائلة فقدت ستة افراد دفعة واحدة ينتظرون فرج الله بتعويض عادل وبلمسة حانية من مجتمع ادار لهم ظهره بعد ايام العزاء الثلاث , بل باتت ذكرى وجيعتهم علامتهم الفارقة في الحي .
في معركة الاصلاح الدائرة الآن هناك غائب مهم , هو الاصلاح الاجتماعي واسترداد منظومة مجتمعية فيها الكثير من الانسانية والطهارة ظلت وساما على صدر كل اردني قبل ان يصيبها الشلل المؤقت , او تُصاب بصدمة عصبية جراء ما نراه من ذبح للقيم كل يوم وكل اشارة ضوئية وكل شجار بين طفلين او شابين او عائلتين .

هناك ردة اجتماعية على كل موروثنا القيمي والانساني وانتهاك صادم لكل عاداتنا الطيبة من جيرة ونخوة وشهامة , لكنها يجب الا تطال الشهداء وذويهم , والضحايا واسرهم , ولا يجوز ان يبقى ضحايا تفجيرات عمان ندبة سوداء في جبيننا بعد ان تركناهم فرادى وزرافات , واوجعنا قلبوبهم الموجوعة بعقوقنا لهم.

الوقت قصير على يوم الذكرى الاليمة , لكنه كاف لكي نقول لهم اننا معهم ولو بباقة ورد او زيارة سريعة او هاتف قصير , نتفقد احوالهم ونسألهم عن حتياجاتهم وماذا فعلت بهم الايام .
(الدستور)





  • 1 ماجدة 08-11-2013 | 03:51 AM

    لسه في حد متذكر ياه الحمد لله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  • 2 ميشيل شداد 08-11-2013 | 10:06 AM

    كلمة منطق شكرا لك يا استاذ عمر

  • 3 اخ عمر لا تخاف 08-11-2013 | 03:46 PM

    اخ عمر لا تخاف وما نسينا الارهاب مجرم سنأتأصله من جذوره ونجحنا ولكن الربيع العربي والاخوان وما يحدث في سوريا وسيماء والتنظيم الدولي للاخوان يدعم ويمول بالعملة الخضراء , ولكن الشعب العربي اخيرا فهم كل شيء , الان لم يبق الا محاربتهم وتفريق شملهم .
    ابو مراد


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :