منع برنامج باسم يوسف .. هل يستمر؟
ياسر ابوهلاله
08-11-2013 01:37 AM
لا شك في أن الانقلاب تلقى صفعة قوية من باسم يوسف في حلقته من برنامج "البرنامج" بعد المنع. لكنها حتى الآن، صفعة من باب رد الاعتبار للذات.
قد يعود باسم يوسف، والمنع قد لا يكون أكثر من رسالة للجميع أن تحصين وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي والانقلاب والجيش أمر واقع؛ سواء نص عليه الدستور كما طلب السيسي أم لم ينص. وفي الواقع، فإن أعتى الدكتاتوريات، بما فيها نظام مبارك، لا تنص دساتيرها على الحصانة.
قد يعود باسم يوسف ويضرب الانقلاب عصفورين بحجر؛ يقدم السيسي بوصفه نصيرا للحريات، كما يكتسب "البرنامج" صدقية يفتقدها؛ فهو ليس واحدا من الأدوات الانقلابية على الديمقراطية، وإنما منبر حر ينتقد مرسي والسيسي على السواء.
فحتى الحلقة الممنوعة في جوهرها ترسخ فكرة الانقلابيين؛ الشرعية ووقوف المصريين ست مرات أمام صناديق الاقتراع، هي مجرد وجهة نظر، والأقلية لا يجوز أن تتعرض للإبادة؛ أما مجازر "رابعة" و"الحرس" و"أبو زعبل"، فهي مجرد أخطاء تقابلها أخطاء الطرف الآخر.
في الأثناء، يستخدم "البرنامج"، كما استخدم دريد لحام في النظام السوري، تنفيس الاحتقان؛ بحيث يتحول إلى طاقة ضحك لا طاقة غضب. والغريب أن البرنامج الذي يقوم على السخرية من خلال تجميع مقاطع فيديو من دون إذن أصحابها أو المؤسسات المنتجة لها، فاجأت الشركة المنتجة له مستخدمي موقع "يوتيوب" بحذف الفيديو الناقد لباسم يوسف "ضد الإنسانية-الرقص على جثتي"، وذلك عبر الاعتراض على الفيديو بدعوى وجود جزء من حلقة "البرنامج" فيه، وهو ما اعتبرته الشركة تعدياً على حقوق ملكيتها.
كان الفيديو يُظهر، بحسب صانعيه، كيف قام باسم يوسف في حلقته الأخيرة بالرقص على جثث مذبحة "رابعة" وغيرها من المذابح، وذلك من خلال المزج بين صور استعراضه الغنائي-الشامت، وبين جثث وعمليات القتل والقنص في المذابح.
فالمثير لعلامات الاستفهام أن برنامج "البرنامج" نفسه يعتمد في أساسه على عرض فيديوهات من برامج أخرى، والسخرية منها، فكيف لم يتحمل باسم يوسف وشركته المنتجة عرض جزء من برنامجهما وانتقاده؟! وهو ما جعل البعض يسأل: هل انقلب باسم على المبادئ التي ينادي بها؟!
هذه الحادثة تثير القلق بشأن حرية الإعلام على الإنترنت، ووجود من يتحكم فيما يُعرض وما لا يُعرض.لكن قد يكون المنع جديا، وبذلك نكسب فنانا ساخرا مستقلا لا يرهبه العسكر. ولعل في الحلقة التي أنتجها من بيته، وفيها سخرية بسقف أعلى من السيسي، هذا الاحتمال. لكنه قد يكون نوعا من التفاوض على الهواء لتحسين الشروط.
الصحافة العالمية انشغلت بالمنع، وعلقت صحيفة "الغارديان" البريطانية على إيقاف "البرنامج" قائلة: إن قناة "سي. بي. سي" وقفت إلى جانب باسم يوسف حينما هوجم من قبل أنصار الرئيس مرسي، وقت أن كان يصب انتقاداته عليه، لكنها تبدو الآن غير راغبة في دعم نقده للسطات التي خلفت مرسي بعد إبعاده عن سدة الحكم في تموز (يوليو) الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن باسم يوسف المعروف في الغرب باسم "جون ستيوارت مصر"، صعد للعالمية منذ العام الماضي، عبر سخريته اللاذعة من الرئيس السابق مرسي.
لا يستطيع الانقلابيون اتهام باسم يوسف بالتخابر مع "حماس"، ولا أنه ينوي الانتحار أو يستمرئ السجن. وإن استمر الحال على ما هو عليه، فإننا نكسب باسم يوسف.
(الغد)